السلام عليكم ورحمة الله
الفاضلة روح الحياة
شدني عنوان موضوعك فطرقت صفحتك وقرأت جنونك فأصابني الجنون ( لا أقول لك أبعد الله عنك الجنون ) لأن هذا سيحرمنا أو يحرمني أنا على الأقل من الجنون .
لطالما سيدتي أبحث عن الجنون وأريد أن أتحدث بكلام المجانين
ولكن
لكن رأيت أن كل الناس عقلاء فأخفيت جنوني استحياء سيدتي .
ورد في موضوعك التفاحة .
التفاحة العجيبة التي منحتنا جنونا
لعلنا لا نكون هنا لو التفاحة
لا أدر.
لولا لمابكينا لما جننا ولما
............
كلام مجنون فلا تلوميني سيدتي
مجنون!!
مجنون!!
في طريقي للصيدلية و كان الجو مشمسا كالمعتاد و كعادتي ابطئ من سيري تحت كل شجرة كي انعم لفترة اطول بالظل في هذا القيظ و اثناء قطعي للمسافة من بيتي للصيدلية رأيته من علي بعد...رجلا في العقد الخامس من العمر تقريبا ,مشعث..منظره مشوش..و يسير بطريقة عصبية ..يتحدث للا احد ..مرة تجده يلوح بيديه و يقهقه ثم في نفس اللحظة يضرب كفا بكف و يثور فيصب لعناته علي الجميع.. فعرفت انه كما اصطلح الناس علي تسمية كل مختلف و اي شاذ عنهم..."مجنون"
اخذت اتابعه بنظري ..تري ما وجهته هل لديه عمل ؟..هل لديه منزل؟.. هل لديه اسرة؟...و في سيره تأملته فكان يتحدث الي كل من يقابله بحرارة و عفوية كان الجميع يخشونه و يبتعدون عنه فكان هناك من يشيح بوجهه عنه و كان هناك من يناوله مالا و حسنة لكنه لا يمد يده ليأخذها.. و عندما كان يقترب من احدي السيدات كانت تصرخ:"يا لهوييي ..مجنون" فأسرع لرؤية تعبير وجهه فاصاب بخيبة امل ..لم اجد تعبيرا علي الاطلاق فهو لم يحزن لم يغضب و لم يضحك حتي..فايقنت انه تعود علي تلك ردود الافعال و شعرت انه يريد ان يتحدث فقط الي شخص ما ..اي شخص دون ان يفر منه و يبتعد او يعتبره شحاذا
كانت المسافة قد اقتربت بيننا فعقدت العزم علي الاستماع اليه و مخاطبته فكنت اريد ان المس الوهج الانساني بداخله... و بادرت بفتح فمي ولكنه مر بجانبي دون حتي ان يلتفت الي و كأنه لم يرني ..
فتوقفت مشدوها اتابعه فوجدته علي حاله ما زال يتحدث لنفسه و يقهقه و يغضب و عبر الشارع الي الجانب الاخر من الطريق دون ان يبال بالسيارات و اشك انه شعر بوجودها اصلا...ظللت برهة اتابعه حتي غاب عن نظري..تري من اين جاء؟..و الي اين سيذهب؟
قررت عدم الذهاب للصيدلية استدرت عائدا ..و لم اتباطأ تحت ظلال الشجرهذة المرة...كنت اريد ان اهرع الي المنزل فغرفتي لأطلق لدموعي العنان..
و ايقنت انني كنت اشد حاجة منه لمحادثته
فهل تقرين بجنوني .
طاب مساؤك
يتبع .