اشكرك جزيل الشكر على طرحك للموضوع المميز والمهم دائما مبدع حياة الروح
في حاجات كتير نتمنى ان تزول بس للاسف نجدها بكتر وموجودة في كل مكان منها الربا.. الغش ..الرشوة.. النفاق.. والخيانة.. وعدم الوفاء..وعدم رؤية الناس للاخطائها قبل محاسبة الغير وكل هده الظواهر التي موجودة اتمنى ان تزول وكتيير من الظواهر الاخرى
وحبيت اطرح هدا الموضوع هنا للاني بشوفو كتير مهم الا وهو ان يكون الاسلام منتشر في كل مكان وزمان وخصوصا وهنا اقصد الغرب للانو في ناس كتير مش في وطانهم ويريدون ان يمارسون الاسلام كما هو فيجدون عوائق واتمنى ان يوجد لها حل وان لا تبقى هده الظاهرة وتزول
ادعكم مع الموضوع
الإسلام دين عالمي, اشتملت تعاليمه على قوانين السعادة في الدنيا والآخرة, ومن المعلوم أن الإنسان يرتبط بغيره من أبناء الوطن الواحد بكثير من الروابط الاجتماعية؛ حيث إن الإنسان اجتماعي بطبعه وفطرته.
ولقد أقام الإسلام هذه العلاقات على أساس من العدالة والمودة التي وجدها بين المخلوقات, والبر والتعاون على الخير بناءً على التعددية قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
لذلك فقد قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بوضع أسس وضوابط للعلاقات التي تربط بين المسلمين وغيرهم من غير المسلمين, وجعل من كل مسلم موحد داعية وسفيرًا للإسلام في وطنه أو خارج وطنه.
وبما أن غير المسلمين في المجتمعات المختلفة - أوروبية بصفة خاصة أو أجنبية بصفة عامة - لهم نظرتهم تجاه ما يأتيه الإنسان من سلوك, تلك النظرة التي تخالف نظرة الإنسان المسلم أو المسلمين في مجتمعاتهم, لذلك يتحتم على المسلمين في غير أوطانهم أن يكون سلوكهم معبرًا عن دينهم وعقيدتهم.
ومن المعلوم أن تأثير الإنسان الواحد بسلوكه في 100 شخص أقوى من تأثير 100 متكلم في شخص واحد, من أجل ذلك فإن كان على كل مسلم في بلاد المسلمين واجب حتمي أن يكون صورة مشرقة لدينه وعقيدته ودستوره السماوي الذي هو القرآن، وذلك بتمسكه بالسلوك الكريم والخلق العظيم الذي دعانا إليه الإسلام, فإن كل ما سبق أوجب عليه في غير بلاد المسلمين.
واليوم ونحن بصدد الحديث عن أن أمة من المسلمين اضطروا للإقامة في غير أوطانهم ومخالطة من هم على غير دينهم, هؤلاء المسلمون نزحوا عن أوطانهم الأصلية للإقامة في البلدان الأجنبية شرقية أو غربية لأسباب كثيرة؛ تراوحت ما بين اجتماعية واقتصادية ودراسية وسياسية, فلا بد من أن نتطرق إلى ما جناه هؤلاء القوم من الإقامة في غير أوطانهم, وما لهم عند تلك الدول المضيفة التي أصبحت أوطانًا أخرى, وكذلك ما عليهم تجاه أنفسهم ودينهم ولهذه الأوطان.
بدايةً.. إن الجاليات الإسلامية في الدول الأجنبية أصبحت دويلات داخل تلك الدول إن صح التعبير؛ حيث إن المسلمين الأوائل الذين نزحوا عن أوطانهم انبثقت عنهم أجيال من الأبناء لا يعرفون كثيرًا عن وطن الآباء.
وعلى الرغم من أن الجاليات الإسلامية في كثير من بلاد الغرب لا تزال تواجه صعوبات في الاندماج في تلك المجتمعات, منها ما يتعلق بهم أنفسهم من اختلاف السلوكيات والطبائع, والتي تسعى تلك الجاليات جاهدة للحفاظ عليها حتى تظل محتفظة بكيانها وهويتها الإسلامية, ومنها ما هو خاص بالمجتمعات التي استوطنوا فيها, إلا أن القائمين على شئون تلك البلاد توقعوا للمسلمين التفكك والتميع بمرور الوقت والزمان, وخصوصًا أمام المغريات وعوامل الفساد والانحلال التي هي من شيمة المجتمعات غير الإسلامية، ويبدو أن الكثير من تلك التوقعات قد حدث بالفعل, حيث يضج الكثير من الآباء بالشكوى من ظواهر التغريب التي تبدو على أولادهم.
ففي تقرير عن المسلمين في شمال القارة الأمريكية تبين أن هناك:
· ثلاثة ملايين من الأبناء لا يعرفون شيئًا عن الإسلام.
· لا ينتظم في المدارس الإسلامية في عطلة نهاية الأسبوع أكثر من 1%.
· لا يزيد عدد المسلمين الذين يواظبون على صلاة الجمعة والنشاط الإسلامي عن 5%.
وفي إحدى الدراسات في بريطانيا جاء فيها:
· أن أبناء المسلمين هم أقل فئات المجتمع تحصيلاً للعلم, وأن 75% منهم ينهون التعليم الإلزامي حاصلين على درجات ضئيلة.
· في كل ألف من أصحاب الملايين في بريطانيا من رجال الأعمال لم يتعدّ المسلمون أصابع اليد.
ومن الناحية السياسية فعلى الرغم من أن اليهود في الدول الغربية نازحون إليها من دول أخرى, وأن أعدادهم تقل كثيرًا عن المسلمين, إلا أنهم وصلوا لأعلى المناصب ولهم تمثيل كبير في المجالس التشريعية وأماكن صنع القرار واتخاذ القرار, ووظفوا ذلك كله لمصالحهم وقضاياهم, وهذا ما لم يحدث بالنسبة للمسلمين.
وللأسف فالمسلمون في الغرب - بحكم أوضاعهم القانونية - باقون في هذه الأوضاع مضافًا إليهم من يعتنق الإسلام من أهل هذه البلاد ما لم يتوحدوا ويكونوا على قلب رجل واحد, وعليهم انتهاج بعض السلوكيات والإرشادات, لعل الله سبحانه وتعالى أن يجمع بها شملهم, ويرفع شأنهم, ويحفظ عليهم دينهم, ويبارك لهم في شتى مناحي حياتهم.. ومن هذه النصائح:
· المحافظة على الدين, وذلك بأن يضع المسلم لنفسه حدًا أدنى من الالتزام بالدين إذا ما تكاثرت عليه المشاغل وتداعت عليه المشاكل, وعليه المحافظة على الفروض الدينية الأساسية من صلاة وصيام وزكاة وحج بيت الله الحرام إن استطاع إلى ذلك سبيلاً, مع تعمد الابتعاد عن أماكن الفساد, وتجنب الموبقات الثلاث الخمر والمخدرات والزنا, وإذا توفر لديه الوقت فليسعَ إلى حضور اللقاءات والندوات الإسلامية؛ فهي فرص للتعارف على المستوى الفردي والأسري, وبهذا سيتعاظم شأن المسلمين ويعترف به دينًا في الدول التي تعتبره دينًا دخيلاً.
· الأسرة المسلمة - والتي يحسدنا عليها أهل الغرب بما تتمتع به من ترابط واهتمام كل عضو منها بالآخر - حيث يجتمع أفراد الأسرة يوميًا, بينما يقضون هم أمسياتهم في الحانات وأماكن اللهو, تاركين أولادهم خلفهم عرضة للهزات والفتن, ولكن ما يؤسف له أن المدقق في حال العديد من الأسر المسلمة يرى أن هذا التماسك بدأ يتفكك, وظهر ما يسمى بالفجوة بين الآباء والأبناء, وذلك بفعل المغريات العنيفة وتراخي الآباء عن القيام بدور الناصح والموجّه والمراقب, في الوقت الذي تعبث فيه وسائل الإعلام بتضخيم أية بادرة عصيان - وبخاصة من قبل فتياتنا - على الحجاب والزواج.
ولابد من أن ننتبه إلى أمر مهم؛ وهو الاهتمام بالمصاهرة بين الأسر المسلمة؛ حيث يعتبر ذلك من الواجبات الدينية, فلقد أدى اندفاع الشباب إلى الزواج من الفتيات الغربيات إلى وجود نسبة عالية من فتيات المسلمين من دون زواج, بالإضافة إلى فشل كثير من حالات الزواج هذه؛ إما لاختلاف النشأة وتباين الثقافة والعادات, وإما لعدم إصرار الزوج على اعتناق زوجته الغربية الإسلام.
· الوحدة؛ وخاصة أننا نعيش الآن عالم الكيانات الكبرى والتكتلات الدولية, فما بال المسلمون يتفرقون في الحياة, وما بالهم يتصدع بناؤهم بددًا في الحياة, إن وحدة الصف أمر في غاية الأهمية, وخاصة بالنسبة للذين يقيمون في غير أوطانهم, فيجب عليهم أن يتسامحوا ويتصافحوا, ويعف ويصفح كل منهم عن أخيه؛ استجابة لدعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: 'لا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا, وكونوا عباد الله إخوانًا'.
· الحوار البناء والجدال بالحسنى والمنطق والإقناع؛ فلم نسمع عن غربي اعتنق الإسلام عنوة أو بعد مظهر من مظاهر العنف, ولكن الله أعز الإسلام بكثيرين بعد حوار ونقاش بنّاء أو بعد دراسة هادئة, ويجب أن يتعلم إخواننا من مسلمي الجاليات سعة الصدر للنقد, وعدم التوتر لتباين واختلاف الآراء عن الغير.
· الاهتمام بالتعليم؛ حيث إن معظم المسلمين الذين جاءوا إلى الغرب عملوا في المصانع والموانئ والمطاعم والبناء, وكثيرون منهم يعيشون على المعونة الاجتماعية التي تخصصها الدولة للعاطلين, ومن أجل ذلك لم يكن لهم دور إيجابي له وزنه وثقله في الحياة العامة, وتحسين الوضع العلمي يؤدي إلى تحسين الوضع الوظيفي والتقدير والمهابة الاجتماعية؛ ما يعزز وضع الجالية المسلمة في ذلك البلد الذي تقيم فيه.
· وكذلك لابد من أن يكون للمسلمين في كل بلد غربي قاعدة اقتصادية ثابتة الركائز حتى يبرز دور الاقتصاد الإسلامي وأهميته في إدارة مصالح الناس, ولابد من اتباع القواعد الإسلامية كعدم التعامل بالربا وعدم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. ولنمو الاقتصاد الإسلامي في الدول الغربية فوائد كثيرة؛ منها خلق فرص عمل للمسلمين والمسلمات في أماكن عمل إسلامية؛ ما يؤدي إلى خفض نسبة البطالة ووفائهم بالتزاماتهم اليومية, وهذا يحفظ عليهم كرامتهم وعزتهم بين تلك الشعوب من غير المسلمين.
· ولدينا أيضًا الاهتمام بالناحية السياسية كأحد الجوانب المهمة لتعاظم قوة المسلمين في أي بلد غربي؛ حيث يستطيع المسلمون الحصول على حقوقهم وتوجيه الأمور لصالح قضاياهم وقضايا الأمة الإسلامية بأسرها.
هذه بعض النصائح التي أستقي جُلّها من نبع ديننا الحنيف, والتي تأخذ بأيدينا إلى كل تقدم حضاري وإلى كل جديد, وتمكننا من التعايش في أمن وسلام وعزة وقوة مع من على غير ديننا وفي أوطان غير أوطاننا, وإلا سنذوب وسط عادات ورذائل لا تقع تحت حصر, وحتى لا نقع فريسة التبعية لأي فكر أو حضارة من الحضارات, فلدينا من ديننا وحضارتنا ما انتفع به العالم كله, واقتبست من نوره الدنيا بأسرها قبل أن تقوم كل الحضارات.
تحياتي للجميع