جمال مروان: لو شاهد عبد الناصر دانا لوصفها بالجاهلة
هو حفيد الزّعيم العربي جمال عبد الناصر، منه ورث الكاريزما والحضور وقوّة الشخصيّة والثورة، لكنّه فجّر ثورته في مكان آخر، غير المكان الذي ربّما حلم به عبد الناصر لأولاده وأحفاده. ففي حين وجّه جمال الجد ثورته في خدمة القضايا العربيّة والقوميّة لقهر الظلم والاحتلال والتبعيّة، وجّه جمال الابن ثورته للتنفيس عن هذه الشعوب على حد قوله، ولقهر الملل، الشعار الذي رفعته شبكة قنوات "ميلودي" التي يمتلكها. ظريف يبدو جمال أشرف مروان، يتعاطى مع أصعب الأمور ببساطة، عصي على النقد، ليس لأنّه لا يعنيه، بل لأنّه يأخذ الأمور ببساطة، ربّما بساطة أكثر من اللازم، لأنّه يعرف أنّ بعض المشاهدين العرب ينتقدون بقسوة قناة "ميلودي" ويشاهدونها في الخفاء، وربّما علنًا.
أبادره بالسؤال عن سبب وجوده في لبنان في مثل هذه الظروف الصعبة، يقول:
جئت إلى بيروت لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء في "ميلودي"، وكان الحفل يوم الأحد الذي شهد انفجار الأشرفيّة، ومع دخول قالب الكاتوه وقع الانفجار، وبدأ المعازيم بالجري لمغادرة الحفل، حتّى زوجتي قالت لي "يا روح ما بعدك روح، ماذا نفعل نحن هنا؟"، فقلت لها من غير المستحب أن نترك زفاف صديقنا، خصوصًا أنّنا أتينا من مصر لحضوره، علمًا أنّ الحفل كان في الأشرفيّة في أحد النوادي الليلة، وعلى مقربة من مكان الانفجار. وفي اليوم التالي كان لدينا عمل، وكان من المفترض أن تغادر زوجتي في ذلك اليوم، لكن ما إن أنهينا عملنا حتّى قرّرنا أن نكمل اليوم في بيروت. ومساء الإثنين، كنت جالسًا في فردان في سنتر "730"، وبينما كنت أجلس في أمان الله على الشرفة، سمعت انفجارًا كبيرًا على بعد مبان قليلة. كان صوتًا جبارًا، ورأيت لهب النار، وفي الحقيقة شعرت بخوف شديد، فاتصلت بزوجتي لأعرف مكان وجودها، فأخبرتني أنها في فردان في فندق شيراتون، فطلبت منها أن تنزل إلى اللوبي لتختبئ، ولا أنكر أنّي شعرت بخوف كبير، وبعد أن اطمأنيت على سلامة زوجتي، بدأت أشعر بالألم في كل أنحاء جسمي. ويستطرد قائلاً: "عندما دخلت إلى الفندق التقيت براغب علامة وزوجته جيهان يحملان طفليهما ويركضان، فسألتهما إلى أين، أجابني راغب "إلى الضاحية".
حضرت إلى بيروت في اليوم الذي بدأت فيه معارك الجيش مع "فتح الإسلام"؟
نعم، لم أسمع الأخبار حينها، وأصدقائي اللبنانيون أخفوا عنّي ما كان يجري، وكانوا يتصلون بي أثناء وجودي في القاهرة، ويتتبعون خطواتي، واطمأنوا على أنّي ركبت الطائرة، وفور وصولي بأمان الله إلى بيروت، أخبروني بما جرى في طرابلس، وقالوا لي إنّهم تردّدوا في إخباري أثناء وجودي في القاهرة، كي لا أعدل عن الحضور.
القاهرة خلت من الفنانين والمصريّون متعبون
ما سبب بقائك في لبنان، على الرغم من تعرّضك لحالة رعب شديد؟
أرفض أن يخيفني هؤلاء الإرهابيين، كما أنّي لم أنته بعد من عملي، فضلاً عن اكتشافي أن هذا الوقت هو الأفضل للعمل، لأن كل منتجي التلفزيون أظهروا عن جبن شديد، وهربوا تاركين الساحة، ما يجعلنا نوقّع العقود بأسعار أرخص.
هل لا تزال بيروت برأيك مركزًا إعلاميًا مهمًا، على الرغم من الأحداث الأليمة التي تعصف بها؟
بالتأكيد، فحب الحياة والقدرة على قهر الموت والتغلّب على الخوف والاستمرار هي بدم اللبناني وجزء من شخصيّته، ففي الحرب اللبنانيّة، كان اللبنانيون يسهرون ويرقصون وكانت الإنتاجات الفنيّة تسير على ما يرام، ولم تتعطّل عجلة الحياة. وبعد حرب تموز العام الماضي، إثر خروج الإسرائيليين مثل الكلاب، عادت الحياة إلى طبيعتها في اليوم التالي. البارحة مثلاً كنّا في الاستديو نستمع إلى أغان جديدة، وقبل يومين كنّا في استديو آخر، ومنذ أيّام صورنا فيديو كليب للفنّانة صوفيا المريخ. بيروت تستمر وستستمر مهما حاولوا أن يوقفوا عجلة الحياة فيها.
وماذا عن موقع مصر، هل تحتفظ القاهرة بالرّيادة الإعلاميّة، وماذا عن قلّة الأصوات المصريّة، النسائيّة منها على وجه الخصوص، نسبةً إلى الأصوات اللبنانيّة والخليجيّة؟
لماذا نجمّل الحقائق؟ فلنكن واضحين، ليس ثمّة أصوات غنائيّة نسائيّة في مصر، ليس لدينا سوى شيرين عبد الوهاب. أمّا على صعيد الرجال، ليس لدينا سوى عمرو دياب، الذي يأتي في مرحلة متقدّمة عن الجميع، يليه بمراحل كبيرة جدًا حماقي وتامر حسني، وبعدهما يأتي نجوم الجيل الجديد، حسام حبيب وعمرو مصطفى.
كيف تحلّل هذه الظاهرة، بلد عدد سكّانه كبير مثل مصر، ألا يفترض به أن يصدّر أهم نجوم الغناء، أقلّه من الناحيّة العدديّة، بغض النّظر عن المواهب والكفاءات التي لا نشك بوجودها في مصر؟
في لبنان، يوجد مغنّ لكل ثلاثة أشخاص، أمّا في مصر فلا يوجد فنّانين. ودعيني أخبرك بأمر لاحظته أثناء تردّدي على بيروت، حيث التعامل سهل، فببساطة أجد أعمالاً فنيّة تنهال عليّ من هنا وهناك، من فيديو كليب وأغان، والناس هنا تتابع عملها باحتراف، وبالفعل ثمّة أشخاص يطلبون من العاملين في الجمارك في مطار بيروت، بإبلاغهم بحضوري فور وصولي إلى المطار. وأذكر أنّ أحد الفنّانين تقمّص دور السّائق ليقلّني إلى الفندق ويتعرّف عليّ في الطريق، اللبنانيّون يجتهدون ليحصلوا على مرادهم وهذا أمر غير طبيعي، من جهة أخرى اللبنانيون ليس متعبين، لديّ مثلاً أربعة عشر فنّان في "ميلودي"، اللبنانيون منهم منضبطون ومتعاونون مع شركة الإنتاج، أمّا في مصر، فلديّ ثلاثة فنّانين متعبين جدًا، ويتسبّبون بمشاكل لصعوبة التعامل معهم.
هل الفنّان المصري عمومًا متطلّب أكثر من غيره؟
لا أعرف، ربّما حظّي أنا سيئ معهم.
"ميلودي" لا تشوّه صورة المرأة اللبنانيّة
تنتج معظم أعمال "ميلودي" في لبنان، بما فيها أعمال الفنّانين المصريين، ما السّبب؟ خصوصًا أن القاهرة أرخص بمرّات من بيروت من النّاحية الماديّة؟
العمل في مصر صعب جدًا، وإنتاج الفيديوهات أغلى بكثير من لبنان وليس كما يعتقد بعضهم.
في حصيلة يوميّة لما يمكن لأي مشاهد عربي أن يراه عبر قناة "ميلودي"، ثمّة صورة مشوّهة عن المرأة اللبنانيّة، من خلال ما يعرض من كليبات لفنّانات أمثال دانا ودومينيك، وغيرهن من فنّانات الدرجة الثانية وكأنّ الأمر متعمّد؟
أن لا أركّز على هؤلاء الفنّانات، ولو كانت هذه الصّورة تؤلم النساء اللبنانيات، فماذا سيقلن عمّا يعرض على باقي محطّات تلفزيونيّة؟
لكن "ميلودي" قناة لها جماهيريّة واسعة في العالم العربي، ومن غير الممكن مقارنتها بمحطّات بالكاد موجودة على خارطة الإعلام العربي؟
أنا معك، إن لـ "ميلودي" جمهور كبير، لكن لا تنسي أنّ لدينا أربع قنوات، "ميلودي أرابيا" وهي قناة عربيّة محافظة، وثمّة إقبال شديد عليها، أما الكليبات المستفزّة فنعرضها على "ميلودي هيتز"، طالما أننا نعرض لمادونا وبريتني سبيرز وغيرهن من الفنانات العالميات، ولا نعرضها على "ميلودي أرابيا" إلا إذا عرضت على "هيتز" ولم تثر أي اعتراض.
لم تجبني بخصوص تشويه "ميلودي" لصورة المرأة اللبنانيّة؟
لا، نحن لا نركّز على نوعيّة معيّنة من الفنّانات، فعندما يكون الكليب الجديد نعرضه بكثافة، ثم تقل مساحة عرضه مع نزل كليبات جديدة.
كليب لفتاة شبه عارية، تتلوّى على السرير وتعرض خدماتها بشكل مباشر، مع كلمات مبتذلة لا تخلو من تأوهات دانا؟ أليس ثمّة إيحاءات جنسيّة في الكليب؟ هل تسمح بدخول هذا الكليب إلى منزلك؟
أنا شاهدت كليب دانا ولم أر فيه أي شيء خارج عن الآداب العامّة، دانا في الفيديو ترتدي ملابس أكثر من كل البنات في الشارع. أكمام طويلة وملابس شبه محجّبة في السرير، ما مشكلتي أنا؟ أنا لست مسؤولاً عن تربية أي من فنّانات "ميلودي"، ما يهمني هو مستوى الأغنية ومدى قدرتها على إثارة إعجاب الجمهور، وبالفعل الناس أحبّت الأغنية. عملي ينحصر في أمور معيّنة، ألا تكون الفنّانة عارية، وأن تكون الأغنية جميلة والكليب مشغول بطريقة مرتّبة.
كثير من الفنّانين يرفضون أن تقترن أسماؤهم بأسماء بعض الفنّانات اللواتي تروجون لهنّ، ألا يحد ظهور هذه النوعيّة من الأعمال الهابطة، وإن كنت لا ترها كذلك، من إمكانيّة تطوير محطتكم لتستقطب فنّانين محترمين؟
أولاً، نحن لا ننتج للفنانات اللواتي ذكرتيهنّ بل نعرض أعمالهنّ فقط، دومينيك آخر ما أذكره لها هو كليب "عتريس" ولم يكن فيه أي مشهد خارج عن الحدود، كذلك كليب دانا وماريا، كان ينقصنا فقط أن نحجّب ماريا في الكليب الأخيرة. عملي ينحصر في الترفيه عن الناس كما قلت لك، من خلال عرض الأغاني والأفلام. تلك النوعية من الأغاني المستفزّة تقلّصت مساحتها بشكل كبير على القناة، أنت تتحدّثين عن ثلاث كليبات، بينما منذ سنوات كانت هذه النسبة تشكّل 95% ممّا نعرضه.
يارا تركتنا بسبب فضل شاكر
تتّهم الشركة بالفشل على الرغم من أنّ نانسي وقّعت معها، ويحكى عن عقد قريب مع عمرو دياب؟
عقد نانسي ينص على توزيع ألبوم "شخبط شخابيط" فقط، أمّا عمرو دياب فسيطلق ألبومه مع "روتانا"، أما مسألة قال وقيل، فقد قيل إنّ حسام حبيب سينتقل إلى الشركة التي لا أنا ولا أنت نعرف اسمها والتي يملكها نجيب، لكنّه ما يزال في "ميلودي". نجيب كرجل أعمال ممتاز وفكره جبّار في الاتصالات، لكنّ في الميديا فهذه لعبتي أنا. ليس لديّ مشاكل مع نجيب، لكن مشاكل مع الناس الذين عيّنهم في شركته، وفي المرّة الأخيرة قلت له، محمود إبني يفهم أكثر من جماعتك في شغل الميديا، فقال لي نجيب لماذا لا نحضر محمود، فقلت له لأنّ عمر محمود خمس سنوات فقط، فضحك وأجابني معك حق.
وماذا عن خلافك مع شركة "روتانا"؟
لا يوجد مشاكل بيني وبين أي أحد مشاكل.
لكنّك قلت لي قبل اللقاء أن علاقتك بـ "روتانا" بايظة؟
لا أنا أتسلّى. عمري أربعون عامًا من غير المعقول أن أعمل من دون تسلية.
تتسلّى بالمشاكل؟
لا أتسلّى بالمشاكل، لكنّي كنت أمزح معك. ليس لديّ مشاكل مع "روتانا"، فالإنتاج ليس بالكيلو، "روتانا" تنتج بالكيلو وأنا أهتم بالنّوعيّة فحسب.
من هم النجوم الذي وقّعوا عقودًا مع "ميلودي"؟
في لبنان لدينا ماريا، جاد الشويري، إيوان، وحاليًا ننجز العقود مع كل من صوفيا المريخ وميريام فارس، ومعنا يارا التي كانت ترتبط بعقد مع "ميلودي" قبل أن تطلب فسخ العقد، لتقدّم الدويتو مع فضل شاكر المنتمي إلى شركة "روتانا"، علمًا أنّ هذه الأخيرة رفضت أن ينزل الكليب عبر "ميلودي". ولأني لا أحبّ أن أقف في طريق أحد، ولأنّي كنت على ثقة بأنّ الأغنية ستنجح فسخت عقد يارا، التي تلقّت عروضًا عدّة من أكثر من شركة لكنّها اختارتنا وكنّا سعيدين بها. وفي مصر لدينا حسام حبيب، هيثم سعيد، أحمد فهمي، نادر حمدي، عمرو مصطفى، أحمد شامي، ولدينا ثلاث فتيات هنّ ساندي، رانيا وديالا وهنّ جديدات. كما نتباحث مع اكثر من فنّان في مصر من بينهم عمرو دياب.
أنا وجدّي عبد الناصر
أنت حفيد الرّئيس الرّاحل جمال عبد الناصر، وسليل عائلة سياسيّة، فلماذا اتجهت إلى إعلام المنوعات؟ ألم يخطر ببالك فكرة إنشاء محطّة إخباريّة؟
كي تنجح قناة إخباريّة يجب أن يكون وراءها دولة، فوراء "الجزيرة" قطر، ووراء "العربيّة" السعودية، وأي قناة إخباريّة تخسر كل سنة ما بين ستين ومئة مليون دولار.
كيف علاقتك بالحكومة المصريّة؟
جيدة جدًا.
لو قدّر لك أن تفتتح قناةً إخباريّة، هل ستتبنّي السّياسة المصريّة الرسميّة؟
ما فعله الريّس يحسب له. فالاستقرار الذي تشهد مصر سببه الرئيس حسني مبارك. فلو حصل في مصر، ما يحصل في طرابلس اليوم لكنّا اقتلعناهم من جذورهم. لا أحد يتجرأ على التلاعب بأمن مصر.
اليوم الكثير من طروحات عبد الناصر خرقت، خصوصًا لناحية صراعه ضدّ الاحتلال الإسرائيلي؟
لكل وقت قضيّة، أيّام جدّي كانت القضيّة هي الاستعمار، وأن يحكم كل عربي دولته، وكان العدو الأصلي ليس اسرائيل، بل الاستعمار، وإعادة مصر إلى المصريين، كان العدو هو الاستعمار الانكليزي، ثم كانت القضيّة بناء البلد. وفي سنة 1956 بدأت مشكلة مصر الحقيقيّة مع اسرائيل، مع العدوان الثلاثي على مصر، وعندها كان المهم عند جدّي بناء البلد، حيث لم يكن لدينا سكك حديد ولا كهرباء ولا شوراع ولا جيش ولا حتّى صناعة، بل كانت مصر عبارة عن مزرعة كبيرة للانكليز يأخذون منها القطن. وكان لدينا سكّة حديد واحدة من المزارع إلى الميناء، حيث كان الإنكليز يأخذون القطن من مصر ويحوّلونها إلى ملابس جاهزة في انكلترا وتعود نفس المراكب محمّلة بالملابس لتبيعها في مصر. أمّا التلفزيون فكان جدّي أوّل من أدخله إلى مصر. (يتذكر جدّه وإنجازاته) هل سمعت برئيس عربي يستقيل؟ لقد استقال جدّي والشعب رفض استقالته، تحمّل مسؤوليّة خطأ لم يرتكبه، لكن زمن عبد الناصر غير زمننا. عبد الناصر كان يمشي في الشارع، يجلس في المقهى، كان يفطر جبن، بيض وزيتون، وكان يقود سيّارة مكشوفة، ويصطحب زوجته وأولاده إلى السينما.
أنت ابن منى ابنة عبد الناصر، فهل لا زلت تذكر جدّك الذي توفي عندما كنت في الرّابعة من عمرك؟
للأسف لا أذكره جيدًا لأني كنت صغيرًا، لكنّي أتذكر بعد المواقف التي حصلت معه، فقد كنت الحفيد الأوّل له.
كم حفيد حمل اسم جمال؟
أنا وجمال ابن خالتي وجمال ابن خالي.
غير اسمه، ماذا تحمل من تاريخه؟
أحمل كل تاريخه، وكل مبادئه، وأوّل ما تعلّمته منه الكفاح، وعدم الاستسلام.
عبد الناصر ودانا
برأيك، هل كانت مصر وفيّة لعبد الناصر؟
نعم، لكن نحن كعرب لدينا مشكلة "عاش الملك، مات الملك، يحيا الملك".
لكن المصريين الذين بكوا عندما استقال عبد الناصر، لا يمكن تصنيفهم في خانة المستزلمين والتّابعين؟
المصريون الفقراء الذين يمثلون 99% من الشعب يحبّون عبد الناصر، أما المتضررين فلا يمثّلون سوى واحد في المئة. عندما توفي جدّي ترك لنا ديون في البنك، وكان راتب والدي 3 جنيه فقط، أي نصف دولار.
ومن أين لك هذا؟
الحمد لله، والدي عمل بجهد ونجح والله وفقه، في البورصة الإنكليزية والعقارات في أبو ظبي. لكن ما تركه جدي لنا لا يقدّر بمال، فقد ترك لنا إرث تاريخي كبير.
لم تجبني حول ما إذا كانت مصر وفيّة لتاريخ عبد الناصر، خصوصًا بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد؟
اعتقد أنّ جدّي لو كان رأى أن ثمّة سلام مع إسرائيل لكان وقّع اتفاقيّة سلام حتمًا. ومن قال إن السادات حين وقّع الاتفاقيّة ليستعيد سيناء، من قال إنه لم يكن ينوي فتح جبهة من جديد وينقلب على الإسرائيلين؟ أنور السادات كان ماكرًا ومن جيل الثورة، وعرف أن البلاد في مأزق، وأنها بحاجة إلى مال من الأميركيين، ففكر باتفاقية سلام ليستعيد أرضه، وهو يعرف أن العرب كعادتهم سينسون بعد سنة أو سنتين.
عندما تمرّ قرب السفارة الإسرائيليّة في مصر، بماذا تشعر؟
أنا ككل مصري عندما أمر إلى جانب السفارة أبصق، لكن هذا ثمن السلام.
من أوّل من حارب الباشوات في مصر؟
بالطبع جمال عبد الناصر حجّم نفوذ الملكيّة وكل أتباعها، وحوّلها لمصلحة الشعب.
فرضًا لو كان عبد الناصر لا يزال حيًا، وفتح تلفزيون ابنه وشاهد على شاشته امرأة عارية تغنّي "أي خدمة يا باشا"، برأيك ماذا ستكون ردّة فعله؟
بالطبع سيقول هذه المرأة ليست متعلّمة جدًا، لأنّ الباشاوات لم يعد لديهم نفوذ، بالتالي فهي تخاطب الناس الخاطئة.
هذا الحوار قامت به الزميلة العزيزه ايمان ابراهيم و انا قد كتبته لكم بأسلوبي انا
تحياتي للجميع