أختي المسلمة :
يا درة حفظت بالأمس غالية *** واليوم يبقونها للهو واللعبِ
لا يستوي مَنْ رسول الله قائدهُ *** دوماً وآخر هاديهِ أبو لهب ِ
وأين مَنْ كانت الزهراء أسوتها *** ممن تقفَّت خطى حمالةِ الحطبِ
أيتها الدرَّة المكنونة :
تأملي فيمن يذهب لملاقاة عدو له , يُقاتلهُ في أرضه , عدوَّهُ لديهِ من العدةِ والعتاد والجند والأعوان , هاهو قد ذهب واتجه إلى أرض عدوه دون أن يحمل السلاح والعتاد . فاقداً لجميع مقومات النصر من التوكل على الله والأخذ بالأسباب .
أليس هذا يا أُخيه ضرباً من الجنون والكبر والغرور !
إذاً... أيتها الأخت الكريمة :
أعلمي أنك ذلك المقاتِل الذي ذهبَ لملاقاة عدوه , وأن العدو هو الشيطان نعوذ بالله منه . فهو متربصٌ بك هو وأعوانه وجنده , ينتظرون قدومك إلى أرضهم على أحر من الجمر لينقضوا عليك ويقتلوك ! نعم يقتلوك .
أو ما تأملتي قول الشاعر وهو يحذرك فيقول :
فتلك يا أختُ في سلب حيائكِ *** ليس بالسيف ولا بالبندقية
أيتها الجوهرة المصونة :
اسمحي لي أن أضع بين يديك بعضاً من الأسئلة التي أتمنى أن تقفي معها وقفة صادقة عاقلة توصلك إلى جنة عرضها السموات والأرض . فيها من اللذة والنعيم والذهب والفضة واللؤلؤ والمرجان والقصور والأنهار والأطيار , وفوق ذلك النعيم التلذذ برؤية الرحمن , أسال الله أن لا يحرمني وإياك لذة النظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم.
أختي الكريمة :
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا خرجت المرأة من بيتها استشرفها الشيطان ) رواه الترمذي
فيا من تريدين السعادة والنجاة اعلمي
أن غالب الانحرافات تبدأ من الأسواق . فاحذري من الزلل والانزلاق خلف ابتسامة صفراء أو كلمة إعجاب . فهي والله مواطن خداع والحرة تأبى أن تشترى أو تباع .
فالله الله
أن تدخلي السوق بدينك وعفافك وحيائك , وتخرجي وقد سقط الحياء وثلم الدين ودنس العفاف , عندها ينطبق عليك قول الشاعر :
انظر فتاة اليوم أي تلك التي *** قد رافقت إبليس في تجوله
خلعت حجاب الستر والصون الذي *** قد أوجب الباري على إسداله
خلعت حجاب الستر ثم تبجحت *** عصراً قديماً باركوا لزواله
لبست قصير الثوب ثم تزينت *** أبدت مفاتن جسمها لجماله
حملت رداء الكبر ثم تعطرت *** عطراً يفوح شذاه حال وصاله
جعلت من الوجه البريء شناعة *** من كثرة المكياج في أشكاله
وتزخرفت فإذا بها كعروسة *** في انتظار الزوج واستقباله
خرجت بدون مرافق فإذا به *** إبليس في استقبالها برجاله
فتنت عباد الله بل لم ترعوي *** من نقمة الجبار أو إذلاله
ذهب الحياء إذا العرى حضارة *** وتقدماً تمضي على منواله
فإذا بها بين الذئاب فريسة *** والذئب يهجم لافتراس غزاله
وختاما :
أستودعك الله سائلاً المولى أن يحفظك ويرعاك ويثبتنا وإياك في الحياة وعند الممات .
نعم يا أخيه عند الممات :
يوم تفاريقين الأهل والصديقات , يوم تَسْتَبْدلين العطور بالسدر والكافور , يوم يُنزع عنكِ ذلك الفستان وتدرجين في الأكفان . يوم تدخُلين للمسجد لا لتصلين , إنما تدخلين ليصلّى عليك وفي القبر تودعين , فإما روضة من رياض الجنان , أو حفرة من حفر النيران .
فهل علمت يا فتاة من المنتصر الآن ؟
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .,