نسائنا ونسائهم.... شتان الثرى والثريا
د. عوض السليمان. دكتوراه في الإعلام - فرنسا
لا ينفك إعلام الهزيمة يهاجم المرأة العربية – المسلمة ويقلل من قيمتها ويصفها بالغباء والتبعية للرجل ويشد على يدها لتتحرر من دينها ومجتمعها الذي تعيش فيه وتنطلق محلقة في فضاء الحرية والاستقلال. صحافة الهزيمة والهوان، تعودت ولا ريب على تقليد الغرب، فلو دخل حجر ضب لدخلوا وراءه. وإن المغلوب، ولا حول ولاقوة إلا بالله، مغرم باتباع الغالب وتقليده والتصفيق له إن اصاب أو أخطأ" وهل يخطأ الغالب".
الحقيقة أننا لا نستطيع بالتحديد فهم دوافع إعلام الهوان في محاولة إخراج المرأة المسلمة من عفتها وجعلها سلعة بيد العابثين. ففي الوقت الذي نحن متأكدين فيه برغبة التقليد تلك ، فإن هناك أسئلة أخرى نبحث لها عن حل... هل هناك قوى غربية اشترت ذمم الرجال؟ هل هي قناعات فردية للواقفين وراء أجهزة الإعلام تلك، نابعة عن الجهل بتاريخ الأمّة وحضارتها. هل هذا هو الطابور الخامس الذي يتحدثون عنه والذي يقصد تفتيت الأمة من داخلها دون سلاح ؟ هل هو كل ذلك دفعة واحدة؟
كنت في مطلع التسعينيات باحثاً في مركز الأرض للدراسات الفلسطينية، وكنت أشرب الشاي كل صباح مع أبي كمال، وأبو كما ل هذا، هو والد الأستاذ طلال ناجي نائب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.حدثني ذات مرة عن تهجيره من فلسطين عام 1948. قال: ولما رأينا الصهاينة اقتربوا منا حتى أصبحوا على بعد أمتار من البيت قالت أختي يا أخي إن دخلوا فاقتلني ..اجعل ذلك أول شيء تفعله إياك أن تتركني فريسة لهم، الموت ولا العار. هذا نموذج لنسائنا يحق لنا أن نفخر به.
لو عدنا إلى تاريخ العرب قليلاً فإنا نجده ممتلئاً بالحديث عن الشرف والحفاظ على العرض وهو يقصد في كلتا الحالتين المرأة. الماجدة العربية التي تذود الأعناق والنحور عن شرفها وكرامتها. انظروا وتفكروا في قصة النعمان بن المنذر وابنته هند مع كسرى.
سمع كسرى من أحد عماله، أن للنعمان بن المنذر ملك العرب، ابنة جميلة اسمها هند. ولما كان كسرى جباراً متنفذاً. طلب هنداً لتكون زوجة أو جارية أو أثاثاً جميلاً في قصره. وجاء الرسول النعمانَ. فرفض الأمر من ساعته وكيف يسلم العرب حرائرهم لأعدائهم. إنها مسألة الشرف، مسألة الماجدات.
ولما اتجه كسرى في رأيه إلى قتل النعمان وأخذ ابنته بالقوه، ذهب الأخير فوضع ابنته وسلاحه أمانة في قبيلة بني شيبان صغيرة العدد بعيدة الموقع. وذهب إلى كسرى برجليه ليموت تحت أقدام الفيلة دون أن يسلم ابنته العفيفة لمن رغب بها من الفرس.
لم يكتف كسرى بقتل ملك الحيرة، بل أرسل رسله إلى هانئ بن مسعود الشيباني، طالباً منه هندَ النعمان. فرفض هانئ إذ لا خيانة للأمانة، فكيف إذا كانت هذه الأمانة ماجدة عفيفة شريفة. استشاظ كسرى غيضاً وأرسل جيشة لسحق القبيلة الشيبانية، وتجهز العرب للمعركة وكانت هند نفسها تطوف على القبائل العربية الواحدة بعد الأخرى تشد همم الرجال بأشعار النخوة والشهامة. وتجمع العرب في ذي قار ليلقنوا كسرى درساً ما تعلمه في مدرسة فارس من قبل إذ قتل أكبر قادته وهرب الآخرون. كان ذلك الدرس تعليم فارس كيف تحفظ العرب نسائها.
كلنا يذكر قصة المرأة المسلمة التي دخلت سوق اليهود في المدينة المنورة لتبيع حليها، فأساء لها بعض اليهود بربط طرف ردائها بخمارها فلما وقفت انكشفت عورتها، فصرخت وا إسلاماه. الأمر الذي دفع مسلماً لقتل اليهودي صاحب تلك الفعلة فقتل اليهود المسلم، فجائهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاصرهم خمسة عشر يوماً حتى تمكن منهم. مرة أخرى هذه مكانة المرأة عندنا.
ولو ذهبنا إلى بغداد حيث المعتصم بالله، وقد بلغه أن حرة عربية وماجدة أصيلة خطفت من قبل الروم لتوضع في سجن عمورية. تلك المرأة تعرف قيمة الماجدة عند المسليمن فصرخت وامعتصماه. فلما سمع أمير المؤمنين، أرسل رسالته الشهيرة إلى حاكم الروم" من أمير المؤمنين المعتصم بالله إلى كلب الروم أما بعد، أطلقها وإلا أتيتك بجيش أوله عندك وآخره عندي" ولم تلق الرسالة استجابة الروم فهم لم يتلعموا دروس الماجدات بعد، فكان على المعتصم أن يعلمهم ذلك الدرس فجائهم بجيش جرار وقد كتب على درع كل مقاتل مسلم اسم عمورية، فدكها وهزم جندها واستعاد المرأة محررة متوجة بالشرف. هكذا يخاف الإسلام على المرأة.
منقوووووووووول ////////////// ارجو ترك تعليق .