أبي يتحرّش بي !

موضوع: أبي يتحرّش بي ! 21.05.07 20:44

عقارب الساعة تُشير إلى الواحدة إلا عشر دقائق بعد مُنتصف الليل ..
كُنتُ أُنظِّمُ غُرفتي وأرتِّب فوضاها على عجلٍ إيذانًا بأن ساعتي البيولوجية انتهت بطاريتها ،
تمتمتُ في داخلي : " وأخيرًا أتى وقت الراحة والنوم " ..
ما هي إلا ثوانٍ حتَّى فاجأني هاتفي برنينه ،
لم أعتَد ذلك في هذا الوقت إلا في حالات نادرة ..
سمَّيتُ بإسم الله ونظرتُ إلى شاشته ،
وقرأتُ إسم المُتصِّل :
عبير تتصِّل ...
عبير هي صديقة عزيزة عليّ منذ سنوات طويلة ،
وهي مُقيمة في الإمارات الشقيقة ..
طبعًا كان بالنسبة لي اتصالها الشهري مُعتاد في مثل هذه الأوقات المُتأخِّرة ..
وتعرف أن بإمكانها الإتصال بي في أي وقت لأنني ( خفَّاشة )
ودائمًا ما أقول لصديقاتي من باب المُزاح أنني ( خدمة 24 ساعة )
رددتُ عليها باستبشار وترحيب ،
تبادلنا السلام والتحيَّة والسؤال عن الحال ،
أحسستُ بنبرة مُتغيِّرة لأوّل مرة أستشعرها في صوتها ..
بادرني القلق فلم أتورّع عن سؤالها ..
ضحِكَتْ ضحكة ألم ثُمَّ قالت :
" يبدو أنني لا أتصّل إلا إذا كانت عندي مشكلة صحيح ؟ "
قلتُ لها أنني موجودة دومًا لأجلها وبإمكانها أن تخبرني أي شيء وتُصارحني ،
خصوصًا أنه رغم فارق السن بيننا حيثُ أنها تكبرني ببضع سنوات ،
إلا أنه بيننا تاريخ صداقة ومُصارحة طويل ..
وحاوَلَتْ أن تُبعِدَ الأمر قليلاً أو تؤجِّله ريثما تطمئنُّ على أخباري وأموري ،
فطمأنتُها على عجل لأجل أن تبدأ في قوْل ما لديها ..
تردَّدَتْ في البدء ،
أفكارٌ غير مُنسّقة .. تعابيرٌ مُتردِّدة وخائفة .. حيرةٌ شديدة ..
وبَدَأتْ أخيرًا :
" في البِداية أتيتُ إليكِ أنتِ بالذات لأنني أشعر براحة كبيرة لمحادثتكِ ،
ولأنكِ دائمًا تشحذين فيَّ العزم والقوَّة ..
ومن جانبٍ آخر أنا لا أقوى على مُصارحة أي شخص قريب منِّي بهذا الأمر ،
ولو اتصلتُ بأي صديقة أخرى لم تكن لِتصدِّقني ،
حتى أنتِ قد لا تُصدِّقيني ..
لأنه أمر كبير جدًا وصعب ..
وقد كُنتُ في فترة طويلة أعيش حالة من الإنكار ..
لكنني الآن توًّا استيقظتُ على الواقع ..
وأدركتُ أنني لابد وأن أتصرَّف ..."
وأنا أحثّها على المواصلة ..
إلى أن ألقَتْها كالصاعِقة على مسامعي :
" أبي يتحرَّش بي ! "
اعترتني صدمة كُبرى ،
وما كان منِّي إلا أنني تحلَّيتُ بالصمت لبعض الوقت ،
وأنا في دهشة كبيرة في محاولة لترتيب أفكاري
لمعرفة ما يتوجَّب عليَّ قوله ولكي أنتبه لكي حرف يصدر منِّي لأنها حالة حسَّاسة جِدًا ..
" حبيبتي أخبريني ماذا حدث بالضبط ؟ "
وبعد تردُّد بَدَأتْ في سرد الموقف :
" كان والدي بين الحين والآخر يطلب إليَّ أن أُدلِّك رِجليْه ،
وهو كثيرًا ما كان يطلب منِّي هذا الأمر ولم أكن أُمانع الأمر لأنني أجده أمرًا عاديًا ..
مرة من المِرات شَرعتُ في ذلك لأتفاجأ به وقد انحنى عليَّ يتحسّسني بيديهِ
فلم أستوعِب الأمر بدايةً وظننتُ أنه بالخطأ أو إنه لم يقصد ذلك ..
بعدها بلحظات وجدتُهُ يدسّ إحدى رِجليْهِ بين ساقيّ ..
حينها انتفضتُ في الحال وتركته ومضيْت ..
ومن يومها وأنا أعيش حالة من الصدمة تلتها حالة من الإنكار ، غير مستوعِبة لِما حدث ..
وحاولتُ أن أضع التبريرات أو أن أوهم نفسي أنني تخيَّلتُ الأمر وأنه لم يحدث واقِعًا ..
لكنني الآن أقول أنه للأسف حدث .. وأنا مُتأكِّدةٌ تمامًا من ذلك .. "
كنتُ لا زلت حينها في حالة من الصمت الممزوج بالدهشة ..
حيثُ أنه يصعب عليَّ التعليق في ظل قشور بسيطة عرفتها للتوّ ،
ولم تمرّ عليَّ حالة كهذه من قبل فآثرتُ التريُّث
والإكتفاء ببعض الأسئلة التي تُلقي الضوء أكثر على المسألة وبعض جوانبها ...
بادرتُ بسؤالها :
" منذ متى حدث هذا الأمر ؟ "
وبصراحة صعقتني إجابتها حين أجابت :
" سنة ونصف إلى سنتين "
وحدَّثتُ نفسي أن هذه المُدَّة طويلة جدًا ..
قد يكون سببها حالة صدمة وإنكار طويلة وهذا أمر قد يُعذر ،
لكن بذات الوقت هذه السنتيْن من الممكن أن يحدث فيهما أي شيء ..
فمن الصعب أن تحكم على شخص استنادًا إلى فعل قام به قبل سنتين ..
هُناك أشخاص – ولو قلَّت نسبتهم – يتغيَّر مسار حياتهم في ظل لحظات ..
فكيف نتناقش الآن على فعل بدر منذ سنتين ..
قد يُنظر للموضوع من زوايا عِدَّة يصعب فيها الحُكم ..
وذلك ليس من باب التبرير إطلاقًا ،
لكن من باب رؤية الأمر من كافَّة زواياه ...
واصلَتْ صديقتي قائلة :
" أنا أُدرك أنني تأخَّرتُ كثيرًا في النُطق بالأمر ..
لكنني صُدِمتُ أولاً ..
وأنكرتُ ثانيًا ..
ثم لُمتُ نفسي ثالثًا ..
ثم استوعبتُ الأمر رابعًا وبعد كل هذه المُدَّة ..
والآن لا ليْلي ليْل ولا نهاري نهار ..
غير قادرة على التفكير أو إدراك ما حدث ... "
برغم ذلك شعرتُ أن بين شفتيْها شيء لم تنطقه فاستحثيتُها بالسؤال :
" لِمَ الآن فقط وهذه الليلة بالذات شغلكِ الأمر وأشعل كُلَّ ذِكرياتكِ بتفاصيلها ؟ "
ردَّت عليّ :
" لأكُن صريحة معكِ .. أنا منذ أن حدث ما حدث إلى يومكِ هذا لم أُحدِّث والدي أبدًا ..
رغم أنه سابقًا كانت بيننا علاقة قريبة نسبيًا ..
الآن كُل ما بيننا هو فقط سلامٌ وعليكُم السلام ولا أكثر من ذلك ..
أنا أتجنَّبه وهو يتجنَّبني ..
وما فتح هذا الأمر مرة أخرى هو خوفي على إخوتي الأصغر مني ،
خصوصًا أن لديّ أخ صغير عمره سنتيْن ،
ووالدي يقوم في أحيانٍ كثيرة بتحميمه بنفسه .. "
هُنا بعد أن ارتكزتُ في مُعظم الوقت على الأسئلة القصيرة والتعليقات المُقتضبة ..
حينها بدأتُ بالإسترسال في الكلام بعض الشيء :
" عزيزتي أنتِ طرحتِ جانب مهم للتوِّ هُنا ،
ألا وهو أنكِ ووالدكِ تتجنَّبان بعضكما البعض ..
ويُمكن رؤية تصرفه هذا ( تجنُّبهِ لكِ ) من زاويتيْن ..
الأولى أنها كانتْ شهوة عابِرة مرَّت في لحظة انفلات
وهو الآن يعيش حالة خجل وندم وحرج من الحديث والتعامل معكِ بسبب ذلك ..
الثانية هو أنها ليستْ شيء عابر إنما مُحاولة يتيمة كُتِبَ لها الفَشَل
وأنه لا يجرؤ على الإقتراب منكِ من بعدها لكن قد يلجأ لوسائل أخرى
أو حتّى أشخاص آخرين سواء في ظلِّ البيت أو خارجه ..
طبعًا أنا لا أعرف والدكِ لأحكم عليه
وأنتِ تستطيعين أن تستشفي ذلك من تعاملكِ معه
ورؤيتكِ لمعاملته لإخوتك ، نظراته ، تعابيره ،
حتى كلماته البسيطة التي يقولها والألفاظ التي يختارها ...
أنا أعرفكِ ذكيَّة ونبيهة ،
فأخبريني ما الذي لاحظتيهِ بهذا الخصوص ؟ "
أجابتني بانكسار :
" لو أنني وجدتُها لحظة ومرَّتْ لربما دفنتُها ولم أُفكِّر يومًا في الإخبار عنها ..
لكنَّني لا أقولها لكِ إلا لأنني أشعر أن لديه شيء تِجاه إخوتي الصِغار ،
وأنا بِتُّ أخاف جِدًا عليهم ..
بالذات أخي ذي السنتيْن الذي لا يفهم شيئًا ولا حول له ولا قوة .. "
شعرتُ أن لديها المزيد بخصوص أخيها الصغير فاستحثيتُها أكثر على المواصلة :
" أخبريني أكثر ماذا عن أخيكِ الصغير ؟ هل شهدتِ له شيئًا ؟ "
حينها ردَّت عليّ أن أخيها قال أو أوْحى بأن والده يتحسّسه ،
وأنه على ما يبدو قال ذلك للأم في حضور صديقتي والأم أنكرتْ هذا الأمر تمامًا ،
وأنَّه أمر لا يُمكن أن يكون وأنه عدم فهم واستيعاب من الطفل لما يجري ..
ومن هُنا انتقَلَتْ صديقتي إلى الحديث عن أمها :
" أمي تُهمِل نفسها كثيرًا ، فهي لا تهتم بنفسها ومظهرها على الإطلاق ..
وأنا لا ألتمس العُذر مُطلقًا لأبي فيما فعله لكنَّني أجِد أن لفعله أسباب هذه أحدها ..
من جهة أخرى لا يُمكنني مُصارحة أمي بهذا الأمر لأنه من المُستحيل أن تُصدِّقني ..
أنا أعرف شخصيتها ولن تتقبَّل ذلك أبدًا ..
ستقول لي أنني مجنونة ولا مجال لما قلته من الصحة ..
وأنني بالتأكيد أتخيَّل وأتوهَّم أمور غير مُمكنة ..
وبصراحة أمي امرأة بسيطة للغاية ولو أخبرتها أن والدي تحرّش بي لن تصدِّق
وقد تصِل ردّة فعلها لأن تقول لي : " نام وياج يعني ؟! "
حيثُ أن مفهوم التحرُّش الجنسي يكاد يكون لديها مُنحصرًا فقط في الجِماع .. ! "
وواصَلَتْ :
" بصراحة لم أقوَ على أن أُصارح أيًّا من المُقرَّبين لي بهذا الأمر ..
لأن المُقرَّبين لي هم إمّا أهلي أو صديقاتي ..
أهلي محدودين ودائرة ضيَّقة وليست حكيمة لِذا فلن أجِد منها التفهُّم
أو ردَّة الفِعل المُثلى ..
من جانبٍ آخر صديقاتي هُنا على علاقةٍ شخصيةٍ بي
ومعظمهُنَّ على معرفة بأبي ويُبادلونني الزيارة ،
فإن عرفوا بالأمر سأعيش وضعًا صعبًا ومُحرجًا جِدًّا من هذا الجانب ..
ولهم الحق في الخوف على أنفسهم لكن ذلك سيجرحني وسيُحرجني بقوة في نفس الوقت ..
كذلك لم أجرؤ على الإتصال في هذا الوقت المُتأخِّر بأي أحد ،
لأنه وقت غير مُناسب - خصوصًا أن توقيت الإمارات مُتقدِّم عن توقيت البحرين بساعة
مما يعني أن الساعة لديهم تُقارب الثانية صباحًا وقت الإتصال -
وأعرف أنني لو اتصلتُ فسأُخيفهم وأُعيِّشُهُم في قلق وتوتُّر .. "
وواصَلَتْ :
" .. فلم يبقِ مِن ثِقاتي إلا أنتِ ومُحمَّد "
محمد هو خاطِبِها الذي يُكوِّن نفسه لأجل أن يتقدَّم إليها وهو مُكتمل الأمور
وأكمَلَتْ :
" وأعرف أنني لو أخبرتُ محمد فستثور ثائرته
وسيكون همّه الوحيد هو أن ينتشلني من البيت ويرتبط بي ..
وأنا لا أريده أن يُحمِّل نفسه فوق طاقته في الوقت الحالي ،
فيبدو الأمر كما لو أنني أستحثه لإنقاذي ..
من جانب آخر فإن الإرتباط هو حلُّ وحيدٌ لي ،
لكنَّه المُصيبة الأكبر لعائلتي حيثُ أنني لا أثِق بأبي ..
ولا أريد أن أهرب من البيت فإخوتي هم أولويَّتي وهم من أخاف عليهم .. "
أكتفي عند هذا القدر أعزَّتي
في واقع الأمر هذا الحَدَث سبَّبَ لي أرق من يومها ..
وطبعًا المُحادثة طالت عن ما كتبتُهُ لكم هُنا ،
وأنا ركَّزتُ في سردي لكم على أقوالها ،
أنا قُلتُ لها في خِتام حديثي أنني لن أفي أبدًا في ردِّي عليها ،
لأنني مهما قُلتُ فلا خِبرة لي في هذه الأمور ،
وسأستعينَ برأي مُتخصِّص في هذا المجال ..
وأتمنَّى أن تُعاونوني في هذا الأمر خصوصًا مِمَّن له خِبرة ولو بسيطة بمثل هذه الحالات
وما هو التصرُّف الواجب والأمثل عند حدوثها بالذات في ظِلّ الظروف الآنفة ..
مع العِلم أنني لم أتطرَّق إلى أقوالي وردودي عليها إلا الشيء البسيط والمحدود ..
لأنَّني أود رؤية ردودكم ولا أود أن تُخالجها شيئًا من أفكاري ..
من جانبٍ آخر فقد أطلتُ كثيرًا بِما فيه الكفاية ،
لكنَّني أردتُ أن أُعطي كُلَّ الجوانب حقَّها قدر الإمكان ...
فما قولكم ؟
بانتظاركم
تحاياتي

بقلم الكاتب

F&A

موضوع: رد: أبي يتحرّش بي ! 04.06.07 3:09

ياااااااااااااااا ساااااااااتر يارب الله يكفينا شرها اللهم آآآآمين

استغفر الله اللهم اني استغفرك واتوووووب اليك يا ارحم الراحمين

لا حولا ولا قوة الا بالله بجد موضوع تقشعر له الابدان يارب ارحمنا برحمتك

وكن في عون هذه البنت وساعدها في دنياها واهدي والدها الي ما تحبه وترضاه

شكرا يا فادي على القصه المخيفه ...

تقبل تحياتي

موضوع: رد: أبي يتحرّش بي ! 04.06.07 4:04

بالفعل قصة غريبه ,,لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ,,

الله يهديه ويكون في عون البنت ,,

بشكرك يافادي على طرحك الجميل ,,

أرق وأجمل تحيــة ’’

.....

موضوع: رد: أبي يتحرّش بي ! 05.06.07 0:09

مشكور LOVE ALONE على القصة

موضوع: رد: أبي يتحرّش بي ! 08.06.07 21:33

الله يكفينا شرهم هادول الناس واكيد ابوها هاد عندو مرض وبالفعل قصة غريبة وشكرا على الطرح الرائع يا عاشق الرياضة

ارق تحية الك
فلسطين..