بسم الله الرحمن الرحيم
الخاطب فـي ذمة الله وروح الخطيبة اسيرة الحادث المأساوي
عمان - منال القبلاوي - كان يقف على الرصيف هو وخطيبته يتحدثان قبيل قطعهما الشارع باتجاه مركز صحي اليادودة لاجراء الفحص الطبي قبل الزواج .الا انهما لم يستطعا الوصول للمركز حيث لم تمهلهما حافلة تسير في نفس الشارع ثواني معدودة للنزول من على الرصيف لتنحرف باتجاههما مسرعة لانشغال سائقها باجراء مكالمة موبايل بعد صدمه بمركبة اخرى .ليفارق الخطيب (25 سنة ) الحياة على الفور تحت عجلات الشاحنة وهو يتشهد لثلاث مرات فيما تنقل عروسه(20سنة) للمستشفى لتتعافى جسدا وتبقى روحها اسيرة تلك الحادثة الماساوية .هذه الحادثة وغيرها من الحوادث المرورية التي بات المواطن يطالعها يوميا تستدعي تسليط الضوء و الوقوف طويلا على حقائق مرورية مفزعة .
حيث يصنف الاردن ضمن النسب المرتفعة في حوادث السير عالميا، وسجلت أرقام مديرية الأمن العام أكثر من ثمانية آلاف قتيل و175 ألف جريح خلال السنوات العشر الأخيرة. في حين بلغ عدد ضحايا حوادث السير العام الماضي 992 قتيلا، وفق أرقام المعهد المروري التي أشارت إلى أن مجموع خسائر المملكة المالية نتيجة الحوادث المرورية خلال السنوات العشر الماضية بلغت زهاء 1580 مليون دينار، منها 285 مليون دينار العام الماضي وكانت الملكة رانيا العبدالله قد اطلقت نهاية الشهر الماضي حملة كفى للتوعية المرورية، خلال لقاء مع الشباب سفراء الحملة والذين يمثلون محافظات المملكة. وكجزء من التزام جلالتها في العمل على الحد من حوادث السير وبصفتها رئيسة مجلس امناء الجمعية الملكية للتوعية الصحية، نظمت وشاركت في مسيرةكفى الوطنية للحد من حوادث السير ، بمشاركة آلاف المواطنين من مختلف الفئات العمرية التي انطلقت في العاشر من هذا الشهر من امام متحف الطفل في حدائق الحسين وصولا إلى وزارة الأشغال العامة بمنطقة الدوار الثامن. ووفقا لارقام المعهد المروري فأن الأطفال دون سن 17 عاما شكلوا ما نسبته 25% من وفيات حوادث المرور. كما تشير الأرقام إلى أن السائقين ضمن الفئة العمرية 18-20 شكلوا أعلى نسبة للسائقين المشتركين في الحوادث المرورية أي 9ر34% من مجمل عدد الحوادث المرورية. فيما تعد السرعة هي المسبب الرئيس لحوادث السير في الأردن.
وتكشف الدراسات ايضا أن قرابة 7ر92% من إجمالي الحوادث تقع في فصل الصيف، خلافا لكل التوقعات التي كانت تشير إلى أن حوادث السير تقع في فصل الشتاء نتيجة الانزلاقات وعدم وضوح الرؤية. وبلغت نسبة الوفيات في الحوادث المرورية التي وقعت العام قبل الماضي 1%، فيما بلغت نسبة الجرحى 8%، في حين بلغت نسبة الأضرار المادية الناجمة عن هذه الحوادث 88%. وحملت الدراسات العنصر البشري 4ر99% من أسباب الحوادث، في وقت شكلت فيه عيوب الطريق والمركبة 2ر0% و4ر0% على التوالي من هذه الحوادث.وعزت الدراسات ازدياد الحوادث إلى ارتفاع أعداد السكان والمركبات في المملكة على نحو كبير، والاستيعاب المحدود للشوارع للازدياد في الأحجام المرورية وخصوصا القديمة منها في العاصمة، فضلا عن أسلوب القيادة العشوائي وعدم تقيد السائقين بأنظمة وقواعد المرور، وسوء استخدام ممرات المشاة وعدم تجهيزها بالشكل الصحيح لتحقيق الفائدة المتوخاة. كما أرجعت ازدياد الحوادث إلى عدم كفاية الوعي المروري لدى المواطنين حول كيفية استخدام مرافق الطرق المختلفة، وزيادة الطلب على خدمات النقل العام الذي لم يعد يتلاءم مع ما يشهده الأردن من تطور.