Here I Am نـائـب الإدارة
عدد المشاركات : 2396 العمر : 38 بـلـدكـ : Jordan وردة لمنـ تهديها : الى ...... حبيبتي لـونـ عــيــونــكـ : بني عـلـم بـلـدك : مزاجك :
نقاط : 8578 التَقَيِمُ : 26
| موضوع: لا تسمحي لطفلك أن ينطوي على نفسه 26.05.08 20:10 | |
| لا تسمحي لطفلك أن ينطوي على نفسه
تتفق الآراء التربوية على أهمية مرحلة الطفولة في بناء شخصية الإنسان المستقبلية، فإذا ما اعترى تربية الطفل أي خلل فإنه سيؤدي حتما إلى نتائج تنعكس سلبا على الفرد والمجتمع، ومشكلة الخجل التي يعاني منها بعض الأطفال يجب على الوالدين والمربين مواجهتها وتداركها. كثير من الأطفال يشبّون منطوين على أنفسهم، خجولين يعتمدون اعتمادا كاملا على والديهم، ويلتصقون بهم، ولا يعرفون كيف يواجهون الحياة منفردين، ويظهر ذلك بوضوح عند بداية احتكاكهم بالعالم الخارجي. الطفل الخجول يقول عنه الأطباء أنه طفل لديه حالة عاطفية وانفعالية تنطوي علي الشعور بالنقص، وهو طفل متردد في قراراته منعزل، و يتسم سلوكه بالجمود والخمول، وينمو محدود الخبرة لا يستطيع التكيّف مع الآخرين . وتعد الوراثة أحد الأسباب لولادة طفل خجول.. ومن الأسباب أيضا، الحرمان من الاحتياجات الأساسية مثل المأكل والمشرب، والمسكن وسوء التغذية وسوء العلاج الصحي أو الطبي. ومن الأسباب أيضا، الحرمان العاطفي : كغياب الحنان والدفء والتعامل الرحيم مع الطفل ووضعه أول أولوياتنا، فمن الضروري مخاطبة الطفل وإشعاره بالارتباط النفسي والمعنوي، خاصة في حالة إعطائه وجبة غذائية أو تبديل ملابسه، فالطفل لديه القدرة على تخزين هذه المضامين فيعكسها في مرحلة يكون فيها قادرا على الحديث والتكلم. ومن أسباب خجل الطفل أيضا، الحرمان التربوي، ويقصد به ضرورة تحضير الجو المناسب والمستلزمات المناسبة للطفل لتنميته فكريا وعقليا مثل الألعاب، وضرورة تواجد الوالدين فترة معينة خلال اليوم مع الطفل لإكسابه معايير تربوية جديدة . ومن الأسباب أيضا، مخاوف الأم الزائدة في حماية أطفالها، فهذه المخاوف تساعد في نمو صفة الخجل في نفسية أبنائها، حيث ينشأ الأبناء ولديهم خوف من كل ما يحيط بهم سواء في الشارع أو مع الأقران، ويتولد لديهم شعور أن المكان الآمن الوحيد لهم هو وجودهم بجوار الأم. ومن أسباب الخجل أيضا، عيوب الطفل الجسمية أو المادية مثل قصر القامة أو هزال الجسد أو ضعف السمع أو السمنة المفرطة، أو قلة المصروف اليومي في المدرسة. ومن الأسباب أيضا، التدليل المفروط من جانب الوالدين للطفل، كعدم سماح الأم لطفلها بأن يقوم بالأعمال التي أصبح قادرا عليها؛ اعتقادا منها أن هذه المعاملة من قبيل الشفقة والرحمة للطفل، وعدم محاسبتها له حينما يفسد أثاث المنزل، هذه المعاملة المتميزة والدلال المفرط للطفل من جانب والديه لن يجدها خارج المنزل مما يؤدي إلى الشعور بالخجل الشديد، خاصة إذا قوبلت رغبته بالصدّ وإذا عوقب على تصرفاته بالتأنيب والعقاب. ومن أسباب الشعور بالخجل أيضا، التنكيل الجسدي والنفسي والجنسي وحالات الإهمال. ويمكن وقاية الأطفال من مشاعر الخجل والانطواء على الذات من خلال توفير جو هاديء في المنزل بعيدا عن التوتر وعدم تعريضهم للمواقف التي تؤثر في نفوسهم وتشعرهم بالقلق والخوف وعدم الاطمئنان، ويتحقق ذلك بتجنب القسوة في معاملاتهم، وبتجنب المشاحنات والمشاجرات التي تتم بين الوالدين ومن خلال توفير قدرا معقولا من الحب والعطف والحنان، وعدم نقدهم وتعريضهم للإهانة أو التحقير، وخصوصا بوجود آخرين ؛ لأن النقد الشديد والإهانة أو التحقير، خصوصا أمام الأقران، يشعر الطفل بأنه غير مرغوب فيه، ويزيد من خجله وانطوائه. ويمكن وقاية الأطفال من مشاعر الخجل كذلك من خلال ابتعاد الآباء عن إظهار قلقهما الزائد علي أبنائهما، وإتاحة الفرصة أمامهم للاعتماد علي أنفسهم، ومواجهة بعض المواقف التي قد تؤذيه بهدوء وثقة، فكل إنسان لديه غريزة طبيعية يولد بها تدفعه للمحافظة على نفسه وتجنب المخاطر. ويمكن وقاية الأطفال من مشاعر الخجل أيضا من خلال تعويد الطفل على الحياة الاجتماعية سواء باستضافة الأقارب في المنزل أو إشراكه في ألعاب جماعية،أو مصاحبتهم لآبائهم وأمهاتهم في زيارة الأصدقاء والأقارب، أو الطلب منهم برفق أن يتحدثوا أمام غيرهم، سواء كان المتحدث إليهم كبيرا أو صغيرا، وهذا التعويد يضعف في نفوسهم ظاهرة الخجل ويكسبهم الثقة بأنفسهم. ويجب امتداح كل إيجابيات الطفل الاجتماعية كمساعدته لأحد أخوته، أو اللعب معهم، أو حين يبدأ في الحديث مع الآخرين، وتدريبه كيف يثق بنفسه من خلال التحدث عنه أمام الآخرين بفخر وإعزاز، وتركه يتصرف في شؤونه بطريقته دون أن الإملاء عليه ما يجب أن يفعل. كذلك لا يجوز التدخل للدفاع عنه في المواقف الخلافية بينه وبين أخوته، بل ندعه يتصرف من تلقاء نفسه، حتى لو تعرَّض إلى الضرب، والحالة الوحيدة التي يمكن التدخل فيها إذا كان هناك خطر ما يتعرَّض له أحد المتشاجرين، ويمكن أيضا وقاية الطفل من مشاعر الخجل من خلال تشجيعه على ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة، فهذا يمنحه لياقة بدنية، فيزداد ثقة بنفسه، ومن خلال تشجيعه - في بعض الأحيان - على اللعب مع بعض أقاربه أو جيرانه أو زملائه في المدرسة الأصغر سنًّا، بسنة أو سنتين فقط كحدّ أقصى، حتى يتعلم القيادية لا التبعية. ويمكن وقاية الأطفال من مشاعر الخجل من خلال محاولة التمثيل مع الأولاد لعبة الضيوف، كلٌّ له دور، ومن خلال هذه اللعبة يمكن تعليم الطفل كيف يحسن التصرف سواء أكان ضيفًا أو مضيفًا، ومن خلال ترك الحرية له في اختيار أصدقائه وطريقة لبسه حتى في حالة عدم موافقة الأم علي هذه الطريقة. | |
|