الخردة .. محاولة اولى لاعادة تدوير حياتنا

الخردة .. محاولة اولى لاعادة تدوير حياتنا

رياض القطامين - اسلاك نحاسية ،علب المونيوم، قطع بلاستيك ..بقايا الورق والكارتون ..واشياء اخرى لا حصر لها ..! تتناولها الايدي بعدما كانت غيرها ، قذفت بها الى الشوارع والحاويات.
تبدو ملامح التعب واضحة على وجه احمد... ، جراء الإرهاق الذي لحق به؛ بعد ما التقط كمية من الأسلاك ومعالجتها بالحرق للحصول على مادة النحاس.
في ذات الوقت يجهد علي الهودي راكبا سيارة بك أب قديمة؛ في منافسة تجار و شركات كبرى تعمل في تجارة الخردة بحثا عن لقمة عيش كريم وسط ظروف معيشية صعبة، ناصبا كي يعيل أسرة كبيرة وهو الذي يحصل على راتب تقاعدي محدود.
حين يذكر تاجر خردة يترادف في أذهان الناس أن ذلك الشخص مليونير ، ويتمكن من اختراق صفوف الأثرياء، فتجارة الخردة اقصر الطرق إلى الثراء السريع والمشروع كما يؤكد بعض العاملين ، فيما يشكو آخرون عكس ذلك.
إرهاصات تواجه العاملين في هذه الحرفة تصل حد التحدي والمنافسة لان ارتفاع اسعار المواد الاولية الخام بلغ حدا لا يطاق وهناك من يبيع او يستبدل من الناس أثاثهم المستخدم وأغراضهم القديمة .
تتخضب يد احمد بالسواد من زيوت السيارات المحروقة وصدأ قطع الحديد، ليذهب بعد ذلك إلى محل الخردة كي يبيع تلك الأسلاك وما جمعه من مواد خردة ليصرف منها على ذاته .
الى ذلك يزهو تاجر آخر بما وصلت اليه تجارته في محيط بيته ، الخردة تتوزع انحاء المكان فلا تجد لقدمك موطئا ، يتطلع إلى ما لديه من بقايا أجهزة كهربائية ومسامير وقطع سيارات وبقايا كراسي وأشياء معدنية قديمة لا تجد لها قيمة إلا في محله، وينتظر اللحظة التي تزيد فيهاهذه البضاعة، أو تجد لها الزبون الذي يقدرها ويعرف قيمتها.
ولأنها تجارة مغلفة بأسرار خاصة(....) فقد تملكت كبار العاملين فيها من التجار حد العشق ؛ فهم يفهون تفاصيلها وكل أسرارها؛ وهي عالم واسع وتجارة ليس لها حدود؛ حيث تضم كل بقايا المصانع بداية من الطائرات والدبابات ومخلفات البناء والسيارات، و المنازل من الأجهزة الكهربائية وانتهاء بالمسامير والبراغي الصغيرة التي تدخل في صناعة كل شيء.
هامش الربح الوفير لهذه التجارة ، يقوم على منطق بسيط؛ هو تحويل سلعة معدومة القيمة لصاحبها إلى عالية القيمة لدى طرف آخر يحتاج هذه الخردة ليعيد تصنيعها وتدويرها أو تصليحها. عادة يحلم أي تاجر بامتلاك محل لتنمو من خلاله تجارته.
ابراهيم... حلمه أن يصبح حوتا من الحيتان الكبيرة التي تستحوذ على تجارة الخردة (....) -على حد تعبيره- التي تدخل مزادات الحكومة، وتعقد صفقات بالملايين مثل مزاد هيئة السكك الحديدية التي تبيع عربات القطارات القديمة وقضبان السكك الحديدة، أو مزادات الجيش لشراء المخلفات والقطع الحربية غير الصالحة للاستخدام أو أثاث الشركات والمصانع الضخمة .
لا تحتاج تجارة الخردة إلى كبير عناء،بحسب الهودي: إذا كان القصد البحث عن مصدر رزق كريم ، والخبرة فيها تأتي مع الممارسة اليومية، رأس مالها ليس بالكثير قياسا مع مردوداتها اليومية أو الشهرية ، مفرداتها متوفرة في أكثر من مكان، لكنها تحتاج إلى صبر ونفس طويل .
ساعات العمل، اذا صحت العبارة ، تبدا قبل إطلالة الشمس لدى صغار التجار وتمتد لساعات طويلة في الليل ،ميدانها مكب النفايات والمنازل والحارات والساحات والشوارع العامة التي تتجمع فيها الخردوات سواء لمؤسسات أم أفراد وشراؤها وبيعها عندهم لايرتبط بساعات الدوام الرسمي بل حيث تتواجد الخردة مفرداتها تتنوع بين الحديد و ألألمنيوم و البلاستيك والنحاس والأدوات المنزلية المستخدم والثلاجات والتلفزيونات ليبيعها كمصدر رزق فيما يعمل بها كبار التجار بشكل موسع من خلال شراء عطاءات كاستثمارات كبرى .

الله يعطيك العافية روعة الحب على المجهود الجميل

تقبل مروري

تحياتي here i am

Here I Am كتب:: الله يعطيك العافية روعة الحب على المجهود الجميل

تقبل مروري

تحياتي here i am

الله يعافيك

مشكور على مرورك الاجمل

ومرورك دائماً مقبول يا اخي العزيز هير اي ام

تحياتي لك
Incredible Love

» (.. تلك هي حياتنا ..)
» تجارب حياتنا
» حياتنا بين الامل وليأس ....