درب الشوك نـائـبـة المـديـر الـعـام
عدد المشاركات : 4662 بـلـدكـ : الأردن وردة لمنـ تهديها : أهدي الورده إلي كل من قرأ هذه العباره لـونـ عــيــونــكـ : مثل ورقة الخريف عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 7723 التَقَيِمُ : 12
| موضوع: قصة قصيره .. 28.01.08 7:25 | |
| كانت الشمس تلهب الطريق بسياطها دونما رحمة .... و كان يتقدم بسيارته على الطريق يرتدي نظاراته السوداء لقد تغيرت معالم الطريق منذ سفره قبل 5 أعوام .... منذ لحظة دخوله إلى الحدود أحس بشعور غريب لم يكن يتوقعه فبعكس توقعاته أحس بالغربة بدل الحنين و الضياع بدل الفرح ... أراد أن يعود أدراجه ... لكنه الوطن الذي كان يعيش معه بكيانه طول فتره غيابه ... كان ينتظر لحظة العودة بفارغ الصبر لكن هذا الشعور الغريب الذي لم يعرف له سبباً ؟؟؟؟!!!!! سرح بنظره إلى البعيد فأمامه طريق طويل حتى يصل إلى قريته .... عاد بالزمن إلى الوراء كثيراُ إلى ذلك اليوم الذي وضب به أمتعته في حقيبته الصغيرة و قرر فيه الرحيل , تذكر دموع والدته وهي تقول له : أين ستذهب يا ولدي ؟ لمن ستتركنا ؟ و إجابته التي لم تكن تخلو من الخوف و الحزن : لا تقلقي يا أمي سنوات قليلة وأعود إليكم من جديد ومعي الكثير من المال . تذكر لقاءه مع عبير تحت شجرة التوت العجوز على الطرف الشرقي للقرية و دموعها وهي تطلب منه البقاء لكنه أجاب : إن بقيت كيف سأقدر على دفع مهرك لأبوك الذي يطلب الكثير وأن بقيت هنا لن أكون قادراً على تأمينه ولكن أريد منك وعداً أن تنتظريني ؟ نظرت إليه بعينين خضراوين ترقرق الدمع فيهما و قالت له : اذهب برعاية الله سأبقى أنتظرك هنا ومضت تركض نحو بيتها تسابق دموعها و صوت نحيبها يسابق الريح . أما هو فقد أقل عائداً إلى البيت يطارد أحلاماً كبيرة تلوح له في الأفق . تنفس بعمق و قام بتشغيل مسجل السيارة على أغنية لفيروز و عادت من جديد إلى ذاكرته التي كانت تستعيد كل اللحظات التي مر بها قبيل سفره فعاد إلى يوم السفر و إلى دموع والدته و أختيه و إلى تلك الرسالة الصغيرة التي تركها على نافذة عبير و حمّلها كلمات ثلاث – انتظريني سأعود قريباً - ...!!! هاهو الأن عائد من جديد و قد أصبح شخصاً أكثر نضجاً يملك الكثير من المال و سيارة وقادر على دفع مهر عبير و أكثر منه ... ومع ذلك لم يكن يعلم سبب هذا الشعور الغريب الذي تملكه منذ لحظه دخوله و يزداد مع اقترابه من قريته فقد كان يشعر بغصة تكاد تخنقه و ضيق في صدره كأنه يريد أن يزهق أنفاسه . تابع القيادة و بعد ساعات مرهقة مليئة بالذكريات لاحت له معالم القرية في الأفق وعلى مشارفها البعيدة أوقف سيارته و ترجل منها وقف بنفس المكان الذي وقف به منذ خمس سنوات عندما طلب ذلك من سائق سيارة الأجرة التي كان يستقلها وقف يومها لحظات و الدموع تغرق عينيه و تنشق هواء القرية بعمق ذلك الهواء المشبع برائحة الزيزفون ... وهاهو اليوم عود من جديد ليقف بنفس المكان ولكن هذه المرة مصافحاً حدود القرية ملء رئتيه بالهواء العليل لكن هذه المرة أحس برائحة دخان بدل رائحة الزيزفون فقال في قرارة نفسه : ماهذا الشعور الغريب ؟؟؟ الله يستر ... عاد إلى السيارة من جديد و عاود القيادة لحظات و يدخل القرية تلك القرية التي ما زالت قابعة بين أحضان ذلك الوادي الأخضر تحيط بها الجبال من كل حدب كإحاطة السوار بالمعصم . تقدم باتجاه ساحتها التي مازالت كما تركها دخل إلى الحارة التي يقع فيها بيته و توقف أمام البيت و نزل من السيارة ووقف أمام باب الدار الرمادي اللون الذي دهنه بيديه قبل رحيله بأيام فقط طرق الباب وأتاه صوتاً حنوناً أشتاق لسماعة كثيراً من هناك بالباب ؟ لم يجبي إنما طرق الباب من جديد فرد الصوت مرة أخرى : أنتظر لم العجلة الدنيا خلقت بسبع أيام ؟ فعاود الطرق من جديد و ابتسامه جميلة علت شفتيه عندما سمع وقع الأقدام تقترب من الباب بسرعة والصوت يقول يوه أني قادمة ... قادمة ... و فتح الباب و كانت تقف فيه والدته بوجهها السمح البشوش وقفا برهه ينظر كل منهما إلى الأخر كأنه في حلم فصاحت الأم الحمد لله على سلامتك يا حبيبي و ضمته إلى صدرها وهي تقول : لم لم تخبرنا بقدومك يا عمري قبل يديها و وجهها و ضمها إلى صدره وهو يقول لقد أحببت أن تكون مفاجأة نظرت الأم إلى الداخل و صاحت وهي تمسح دموع الفرح التي هلت من مقلتيها : يا بنات لقد أتى اخوكن هيا بسرعة ركضت سعاد و سلاف من الداخل بسرعة تتسابقان من يصل إليه أولاً و ارتميتا في حضنه و دموع الفرح تغسل خديهما فقال لهم ضاحكاً و دمعة صغيرة تسيل عل خده : يكفي بكاء و كأننا في ميتم أنا جائع جداً .... لقد اشتقت لطعامك يا ماما . مسحت الأم دموعها و قالت لحظات ويكون جاهز يا غالي فقال حسناً سأخرج أنا لأحضر الحقائب من السيارة , و خرج إلى سيارته فتح حقيبتها و انزل منها الحقائب التي كانت بها وقام بنقلها إلى الدار تساعده سعاد في ذلك . لحظات و كانت المائدة قد أصبحت جاهزة جلس إليها بصحبة والدته و أختيه وبدأ يتناول الطعام بنهم شديد وهو يقول الله الله من زمن لم أذق هذا الطعام سلمت يداك يا أم سامح تحدثوا كثيراً وكانت الأسئلة تنهار عليه كرخ المطر أين؟؟ متى ؟؟؟ كيف؟؟ لم ؟؟؟ و هكذا حتى دوت في سكون مساء القرية العليل زغرودة جميلة فقال سامح : ماهذا هل يوجد عندنا اليوم فرح ؟؟؟ ساد الوجوم وجوه أمه وأختيه وسكتن عن الكلام فقال بصوت مخنوق : ماذا هناك تكلمي يا أمي . سعاد ماذا يجري لماذا هذا الحزن في عيونكن سلاف عزيزتي ماذا هناك تكلمي تجيب الأم بصوت ممتزج مع حسرة و ألم يا بني الحياة قسمة ونصيب وكل شخص له نصيب فيها سوف يأخذه سامح : ماذا يعني هذا الكلام يا أمي ؟؟؟ تجيب سلاف : عبير ستتزوج اليوم يا سامح ؟؟؟ سامح : ماذا ؟؟؟ أعيدي ما قلت !!! سعاد : كما سمعت يا أخي هذه الزغاريد هي من فرح عبير فقد زوجها أبوها من مراد , الدكتور مراد بن عم أبو علي سامح : لكن كيف هذا ؟؟؟ تغربت ؟؟ و تعذبت ؟؟؟ و ذقت الأمرين من أجلها ومن أجل إرضاء طمع أبيها وفي النهاية أعود كمن عاد بخفي حنين ؟؟؟ مستحيل أن يحدث هذا ؟؟ الأم : أعقل يا بني والدنيا قسمة و نصيب . و ليس لك بها نصيب . وإن شاء الله تجد من هي أفضل منها جلس على الكرسي الذي بجانبه ووضع رأسه بين يديه للحظات ومن ثم قام واقفاً و حمل حقائبه و دخل إلى غرفته القديمة و ارتدى ثياباً جديدة . ثم صاح لكل من أمه و أختيه وقال لهن جهزوا أنفسكن سنذهب لحضور حفل الزفاف الأم : ماذا تقول يا سامح أعقل .. سامح ك لا تخافي يا أمي إني عاقل و أعرف ما أفعل لكن هناك هدية أحضرتها معي لعبير و اليوم هو أنسب يوم لأقدمها لها . ثم فتح الحقيبة السوداء واخرج منها مجموع من الهدايا قدمها لكل من والدته و سلاف وسعاد و ترك بها علبة صغيرة وبعض العلب الكبيرة التي كانت تحتوي على فساتين وضعها على سريره وطلب من والدته و البنات أن يستعجلن بتجهيز أنفسهن , وجلس هو وحيداً في غرفته يمسح دمعة مهاجرة سقطت كنار حارقة بين جوانحه . الأم تنادي : سامح أصبحنا جاهزين يا بني حمل سامح الهدايا التي بقيت في الحقيبة وخرج من الغرفة وهو يحاول أن يرسم على وجهه ابتسامه لم تكن متقنه الصنع .. وصل إلى مكان الفرح و دخل مع أهله وجلس بعيداً يراقب عبير وهي تجلس بفستانها الأبيض إلى جانب عريسها و الضحكة تغمر وجهها ... نهض من مكانه أمسكت والدته يده وهي تقول سامح : ماذا ستفعل ينظر إليها ويقول : لا تقلقي يا أمي كما قلت الزواج قسمة ونصيب . تترك يده وهي تقول يا رب استر يا رب يتقدم من المنصة التي يجلس عليها العروسين يقف والد عبير مدهوشاً يضع سامح يده على كتفه و يقول له لا تقلق يا عم ترتجف عبير خوفاً و تتجمد النظرات في عينيها على وجه سامح يتابع التقدم وهو يحمل بين يديه الهدايا التي أحضرها معه يقترب أكثر و أكثر ... يقف أمام العروسين ويمد يده إلى العريس مصافحاً ويقول له مبروك يا عريس و ينظر نحو عبير و يقول لها بصوت مخنوق مبروك يا عروس هذه هداياك أحضرتها معي خصيصاً لك يا ... يا أختي من ثم ينظر مرة أخرى إلى العريس موجهاً له الحديث : عبير مثل أختي تماماً وأريد منك أن تضعها في عينيك يجيب الدكتور مراد : أجل و يبتعد سامح عن المنصة طالباً من العروسين الجلوس و يخرج خارج الحفل مسرعاً يبتلعه الظلام حتى يصل إلى تلك التوته العجوز ويجلس هناك وشيء ما يلمع في عينيه
| |
|
عمر كِــبـَـار الـشَـخـصِـيـات
عدد المشاركات : 4621 بـلـدكـ : algeria عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 6268 التَقَيِمُ : 6
| موضوع: رد: قصة قصيره .. 31.01.08 22:48 | |
| الزواج قسمة ونصيب فعلا كان الله في عونك يا سامح شكرا يافاضلة على الألم صان الله قلبك وقلمك | |
|
رؤى الحرية مُستَشَارة إِدَارِيَة
عدد المشاركات : 7497 العمر : 41 بـلـدكـ : فلسطين وردة لمنـ تهديها : بهديها لامي وابي رحمهم الله وادخلهم فصيح جناته لـونـ عــيــونــكـ : عسليه عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 6988 التَقَيِمُ : 25
| موضوع: رد: قصة قصيره .. 04.02.08 23:29 | |
| شكراااااااا حبيبتي على القصه بانتظار جديدك تحياتي | |
|
درب الشوك نـائـبـة المـديـر الـعـام
عدد المشاركات : 4662 بـلـدكـ : الأردن وردة لمنـ تهديها : أهدي الورده إلي كل من قرأ هذه العباره لـونـ عــيــونــكـ : مثل ورقة الخريف عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 7723 التَقَيِمُ : 12
| موضوع: رد: قصة قصيره .. 28.02.08 7:40 | |
| شكراً على مروركم الطيب والرائع
الله لا يحرمني من تواجدكم أرق تحيه | |
|
همسات شاعر مُسَتَشَار إِدَاريِ
عدد المشاركات : 284 العمر : 45 بـلـدكـ : العراق وردة لمنـ تهديها : أهديها لوطني الحبيب لـونـ عــيــونــكـ : بـ لون الحــزن عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 6594 التَقَيِمُ : 6
| موضوع: رد: قصة قصيره .. 08.03.08 21:26 | |
| قصة جميله و مؤثره فعلاً الزواج قسمة ونصيب تقبلي مروري تحياتي لك | |
|
دموع قلبي مُسَتَشَار إِدَاريِ
عدد المشاركات : 7994 العمر : 42 بـلـدكـ : فلسطين مزاجك : نقاط : 7933 التَقَيِمُ : 26
| موضوع: رد: قصة قصيره .. 08.03.08 23:28 | |
| | |
|
درب الشوك نـائـبـة المـديـر الـعـام
عدد المشاركات : 4662 بـلـدكـ : الأردن وردة لمنـ تهديها : أهدي الورده إلي كل من قرأ هذه العباره لـونـ عــيــونــكـ : مثل ورقة الخريف عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 7723 التَقَيِمُ : 12
| موضوع: رد: قصة قصيره .. 14.03.14 5:15 | |
| | |
|