سكون الليل مشرفة برامج الأنترنت والمحادثات
عدد المشاركات : 1626 العمر : 36 بـلـدكـ : الأردن وردة لمنـ تهديها : لحياة الروح لـونـ عــيــونــكـ : مجنوووونه عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 6495 التَقَيِمُ : 6
| موضوع: يوم تركت الصلاة ( مقال رائع ) 14.01.08 6:58 | |
| نجيب الزامل
- 06/09/1428هـ الاقتصاديه
*"السرّ في الصلاة أنها لا تغير العالم. الصلاة تغيرنا نحن.. ونحن نغير العالم." .. كنتُ شابا صغيرا، وكانت التياراتُ تلاحقنا في كل مكان، في كل كتاب، في كل نقاش، كانت أيام الثانوية أصعب أيام، وهي أيام الشك والحيرة، والضياع والزوغان بين مدارس الفكر الوضعي، وأخذتني المدارس واستلهمت كبار مفكري العالم، فانقطعت مدة طويلة متبتلا بالفكر الألماني، ومع أني أقرأ من صغري بالإنجليزية، إلا أن تراجم الإنجليز لجوته، وتشيلر، وكانت، ونيتشه، وريلكه، أخذت بلبي، ثم تعرفت على شبنهاور فصقل فكر نيتشه في رأسي عن عنفوان القوة، وعدل البأس والجبروت، وكأنه دين يُبَشـّر به، أخذني نيتشه إلى مسوغاته، ومبرراته الصعبة التي كانت بمشقة تسلق جبال بافاريا، وكانت القمة هي ما أسماه مصطلحا "بالإرادة العلـّية"، ثم قذفني إلى شواطئ برتراند الرسل المتصوف المادي الرياضي، وهـُمْتُ بعد ذاك بمدارس الفابية مع برناردشو في شقـِّهِ الجاد، وت بتلتُ مع إنجلز.. وأخذ الفكرُ يجرفني تماما وبعيدا عن الروح المتصلة بالسماء، حيث اليقين كل شيء، حيث الإيمان هو الشمس التي تسطع من بعيد، ولكنها أقرب لك من أي عنصر في الكون، لأنها طاقة الوجود، فضعت كثيرا، وتجبرت بما سفحت من معلومات وكتب وظننت أني في تلك السن الباكرة قد جمعتُ سحرَ العلوم، وكأني خيميائي المعرفة.. ولم أعد أقرأ الكتبَ التي كنت أتوسدها في السابق حتى يغالبني النوم من أمهات الثقافة الدينية في التفسير والفقه الحديث، والأدب العربي.. ونفضتُ عني ما حسبت وقتها أنه عالمٌ عتيقٌ مليءٌ بغبار الغابر من التاريخ المعتم، إلى معارف تُشرق فيها أنوارُ العقل الإنساني متوهجا سواء في التاريخ أو المعاصر.
.. ثم تركتُ الصلاة.
وكان مدرسي, يرحمه الله, في اللغة العربية رجل من غزة متدين، وقويم الفكر، ويؤثرني لميلي إلى الاطلاع، ولظهوري في اللغة، ثم توطدتْ بيننا صداقةٌ غير صفيّة، حتى انتزعتني أفكار الوجودية، والتي كانت أول مزالقي نحو كل الفلسفات، وصار يقف ضد هذا التوجه ويحذرني كثيرا، ويقول لي لستَ في سنٍّ تحكم فيها على العالم، ولا على معارف أمتك ولا أمم الآخرين.. ارجع إلى منبعك وانهل منه، وتقو، ثم رِدْ من كل منهل، وستجد أنك ستتذوقه وتعرف مكوناته، ولكن لن تدخله جوفك لأن ذائقتك المعرفية المتينة من بنيان تشربك المعرفي لدينك وثقافتك ستمنعك من ذاك.. ولكني تماديت، وشعرت أنّ موجة مشرقة أخذتني منه بعيدا تاركا له كل بحار الظلام.. وأنا في طريقي المادي الجديد، بدأت في سن السابعة عشرة أكتب لمجلة "الجمهور" اللبنانية، وكانوا يحسبوني شخصا كبيرا في بلادي ويخاطبوني كما يخاطبون الكبار، وتـُرسل لي تحويلات النقد، ثم صرتُ أكتب في مجلةٍ إنجليزيةٍ تصدر من البحرين، ودار اسمي تحت اسم المفكر المتحرر. وكانت كتاباتي تنضح عما في داخلي من معلومات وكتبٍ سفحتها سنوات لا أرفع رأسي من متن كتابٍ إلا إلى آخر، فأغوتني علوم الفلك والإنسان، والحفريات التاريخية، والطب، والجغرافيا.. وكنت أقرأ لعلماء أتأكد من كونهم غير روحانيين.. حتى لا يشوشوا علي بأفكار لا تثبت بالاستدلال المادي.. وانفتحت أمامي المجلاتُ والصحف، وصرت أكتب وأنا في الثانوية بغزارةٍ لمجلات وجرائد في لبنان, الكويت، إيران، البحرين، وأمريكا.. وانفتنتُ بنفسي.. وأرى أستاذي، وأكاد أطل عليه بمكابرةٍ من علٍ.
"لماذا لم تعد تصلي؟" سألني أستاذي بح دة عميقة، فأجبته: "وهل تغير الصلاةُ العالم؟" فأجابني إجابة طيرت عقلي، وخلخلت أركانَ نفسي التي ظننت أنها مكينة.. "نعم الصلاة لا تغير العالم، ولكنها تغيرنا فنغير نحن العالم".. ولكني صارعت أثر الجملة المريعة.. ومضيت في غيِّي. مرت سنوات، عدت للمنزل.. وكان بيتنا لا مهادنة فيه بالنسبة للصلاة وفي المسجد، كان أبي يجعل من خروجه للمسجد طقسا ضوئيا، ووالدتي توقظنا للصلاة قبل أن يصدح الأذان.. جرْجرتُ نفسي وعدتُ للصلاة، ولكن مكابرتي كانت في الداخل. ..
..ويوماً مرضتُ.. وقال لي الطبيب:" آسف يا نجيب، ستموت لا محالة بعد تسعة أشهر"..
كنت في مدينة تاكوما الساحلية بأمريكا، ورحتُ وحيدا إلى تلة خضراء، ورأيت المحيط الجبّارَ شاسعا أمامي.. ولا شيء إلا أنا والسماء والماء.. والموت، والحياة. وسألت نفسي هل أغيرُ شيئا؟". ورحت متأملا، والدموع تنفر فتغطي شساعة المحيط بسرابيةٍ مهيبةٍ مبهمة.. وفجأة، قفزت تلك العبارة إلى رأسي: " الصلاة تغيرنا، ونحن نغير العالم".. وبسرعة ذهبت إلى حيث أقيم وأبرقت لأستاذي تلك الجملة بلا مقدمات ولا خواتيم.. وردّ علي. " لقد استردك الله.. عش مطمئنا."
أعظم صلاة أ خذت بمجامعي كانت على ساحل الأطلسي في تاكوما الأمريكية.. وعرفت أن الله حق.. وعرفت ما معنى الحق.. وأن معناه النهائي في السماء لا في الأرض..
ولم أمُتْ.. حتى الآن.
| |
|
صمت الليل مَـسَـؤُول ِإدَاريِِ
عدد المشاركات : 815 العمر : 47 بـلـدكـ : الاردن وردة لمنـ تهديها : إلي أروع مخلوقه بالدنيا زوجتي لـونـ عــيــونــكـ : عسلي متوسط عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 7961 التَقَيِمُ : 1
| موضوع: رد: يوم تركت الصلاة ( مقال رائع ) 14.01.08 16:57 | |
| موضوع فعلا رائع .. سبحان الله القادر على كل شئ سلمت يداكِ يا سكوون الليل على الموضوع الشيق والهادف ننتظر جديدك بشوق شكرا
تحياتي | |
|
امور عـضـو مـمـيـز
عدد المشاركات : 152 العمر : 102 بـلـدكـ : الاردن وردة لمنـ تهديها : لأمي لـونـ عــيــونــكـ : كموني عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 6187 التَقَيِمُ : 0
| موضوع: رد: يوم تركت الصلاة ( مقال رائع ) 16.01.08 2:39 | |
| لا إله الا الله محمد رسول الله .............
هل هي لفظ ام يقين هل العبادات طقوس ام تمكين وتمتين للعلاقة بين الخالق والمخلوق صدق الله العلي العظيم عندما قال " انما يخشى الله من عباده العلماء " من تدبر وبتفكر في هذه الآية الكريمه رخص حال هذا الكاتب المبدع نجيب الزمال وأحوال كثير من من فهم العلم ولم يتعلمه فقط .
إنك إذا تدبرت هذه الآيه أمعنت النظر فيها وعلى ضوء العلوم الطبيعية التي يجب أن تكون واسع الاطلاع عليها، من فلسفة وفلك وطب وجميع العلوم المنتفع بها من فنيقية ورمانية واسلامية والقرون الوسطى وحتى الحديثة رأيت بجلاء أن القرآن والعقيدة والفكر الاسلامي المبني على المادة والعقل والروحانيات قد تناول فيها على طرق الاستدلال التي سلكها علماء الدين والفلاسفة وتلاقوا فيها على الحق، الحق الذي لا يختلف عليه من علم مما تعلم
فعلا وصف فأتقن وتعلم فوصل للرشد
تعليق بسيط على المقال من تجربة شخصية علها تفيد انشالله من يرد ان يبحر في علوم الثقافة من قراءه ان يكون له مرتكز من التجربة الاسلامية في الشرح الوافي لفلسفة الكون والتركيب العام للنفس البشرية من ماديات وتوجهات فكرية للافادة أكثر انصح بقراءة كتاب" قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن " لشيخ نذير الجسر والله انه اروع ما كتب في الفلسفة الصحيحة لا للفلسفة من باب الفلسفة
الله يجزيكي الخير اه والله في ميزان حسناتك انشالله مشكورة خيتوه
عدل سابقا من قبل في 16.01.08 3:06 عدل 1 مرات | |
|
عمر كِــبـَـار الـشَـخـصِـيـات
عدد المشاركات : 4621 بـلـدكـ : algeria عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 6268 التَقَيِمُ : 6
| موضوع: رد: يوم تركت الصلاة ( مقال رائع ) 16.01.08 2:53 | |
| السلام عليكم ورحمة الله سرني كثيرا كا نثرت أناملك هنا يافاضلة قرأت وقرأت وتذكرت قوله سبحانه وتعالى اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا صدق الله العظيم . لقد فاز والله وهو يتب توبة نصوح فنسأل الله جلت قدرته أن يجعلنا من التائبين الذين لا ولن يرضوا بغير الإسلام دينا جزاك الله خير الجزاء ودمت في رعاية الرحمن | |
|
سكون الليل مشرفة برامج الأنترنت والمحادثات
عدد المشاركات : 1626 العمر : 36 بـلـدكـ : الأردن وردة لمنـ تهديها : لحياة الروح لـونـ عــيــونــكـ : مجنوووونه عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 6495 التَقَيِمُ : 6
| موضوع: رد: يوم تركت الصلاة ( مقال رائع ) 16.01.08 19:59 | |
| أنا سعيده جدأ لوجودكم الرائع وعلى المرور الجميل وأشكر اخي أمووور على أبدا رأئيه ... الله لا يحرمنى منكم جميعا
تحياتي للجميع | |
|