حكايتي مع بحر عكا....

هناك... على الشاطىء الغربي للمدينة التي تعيد الي الحياة،وتعيدني اليها، وتثير في داخلي مشاعر الانتماء لهذا الوطن المسبي من الغزاة.
تجددها ، وأحيى في داخلها وتحيى في داخلي تلك الحياة، كنت أرى ملايين البشر على ساحلها، تزورها، تراقب جمالها.
لكن زياراتي كانت تختلف عن زيارات كل البشر،لأني اكتشفت عمقها، وسحر أسرارها، وكل الاسياء فيها.

هناك.... على الشاطىء الغربي للمدينة التي، كان الناس يسيرون، ويتسوقون، يتبادلون الحديث، ويتسكعون، وأنا اجلس بوحدتي، أراقب البحر،أرى اناس آخرين، وأصعد أسوارها، أجالس أناس آخرين،لا يراهم أحدًا من الزوار غيري.
هناك... كنت كغير الناس، أراجع أوراقي التي كتبتها، بالامس، على سور المدينة، وأدقق في قصائدي، التي كتبتها على ساحلها، سائحًا بين صفحات كتبي، أو بعضًا من الصحف.
هناك... كان لي قصة مع المدينة والبحر، مع الاسوار عند المغيب، مع التاريخ عند شروق شمسها، كانت قصتي مع كل شيء فيها.

عكا..
أسطورة عاشت في أعماقي...
لأنها المدينة التي كانت تجذبني اليها، عند كل زيارة الى محكمتها القديمة، في نهاية الثمانينات من العقد الماضي،كانت زيارات تختلف، ومركبات تختلف. كم أكره تلك المركبات العفنة، والمزعجة.لا ادري إن زرتها في طفولتي.. لكني ترددت عليها كثيرًا في شبابي، في تلك المركبات المزعجة.

جلست على الشاطىء، أبحث في الافق،أراقب رحلة السماء، ومحيط أو بحر أجهل أعماقه، أمضيت نهاري هناك، وحل المساء، بدأت اتحسس علاقتي مع الفضاء في عكا، وأنا اجلس على سور يقابل كل الاشياء،أترجل هاربا، أسير على ذلك السور، واستل سيفا يحميني!! لا... انه ليس بسيف .. هذا القلم الذي يكتبني، أجلس على الطرف الاخر من السور المطل على الميناء،أعيد قلمي الى غمده، أتأمل الفضاء، أنقل حدود نظري الى أعماق البحر،أراقب صفوه،أكتشف كثيرا من الاشياء،أمتطي مركبا...وأسير.
كالسري أسير بين الحدود، وقرطاسا أخط عليه حروفا من الالف الى الياء. أعود الى جلستي على سور عكا،أغادر المركب، وألازم القرطاس. وأكتب بمدادي، قصائد مجد لمدينة سكنها الشهداء.

عند الفجر أمزق أوراقي، وأعود لاكتب من جديد، وعند الغروب،أمزق أوراقي الاخرى، وأعود لاكتب من جديد، بين الغروب والفجر، أمزق عشرات الاوراق، لاعود واكتب من جديد.
في ليلة كنت أهرب فيها من المواجهة مع كل شيء، أنوي اللجوء الى الخلو مع نفسي، رحلت هناك، على شاطىء تلك المدينة، جلست على أسوارها، أراقب الجوانب الاربعة من حدودها، أراهن على البحر بغضبه، وعلى الاسوار بعنفوانها، وعلى السكان بطيبتهم، أنتظر سماع صوت حبيبتي من الطرف الاخر للبحر، عددت الدقائق والساعات، انتظرت الرسائل مرات ومرات، أردت ان اخاطبها،أردت أن اجتاز كل المسافات، رأيت موج البحر يهيج أمامي، يناديني، يحدثني، يطلب تلك الرسالة الى حبيبتي... أخرجت القلم من غمده، وقرطاسا بلون السماء، بدأت أكتب الى حبيبتي، حكايتي مع بحر مدينتي.
حكايتي مع بحر عكا...
لو غابت الشمس عن بحر عكا، تعيش ليالي لتشوف شروقها.. وعند ما تطلع فيه الشمس، تتمنى تشوف غروبها، البحر يزعل، والمراكب تطلع، وكواكب تضوي
بالسما، مثل القمر ونجومها، ويا ويل العدا من هدير البحر، أرهب الغزاة، وصد جيوشها، ونابليون بعظمته انكسر، بصمود اهلها، ورجال للكرامة كشفت عن زنودها.
ومن عكا غنوا النسا، غنية نصر، ما سمعها بيوم بحر، منك رجال ربيو على النصر، غسان بحبره قاوم العدا، وفوزي بشجاعته اقوى من نمر، اعتلي الموج واليم، رجل للوطن حد الفدا.

وقدامك يا بحر عكا، سهرت الليل، وبكيت دم، ودمعي سال مثل النهر، وكتبت...
يا بحر عكا....
يا قاهر العدا....
ويا حارس للسما....
يا موطن الفدا.....
يا هدير.....
ان زعلك حدا....
ويا غدير
لو لامسوك النسا....
يا صياد بالصيف....
وخطاف بالشتا....
يا بحر عكا، يا قاهر العدا، يا جيش عرمرم، يصد العدا،وجيوشها ، مثلك صيبة، مالها بالدنيا حدا، تختلي فيك، تحكي همومها، ومن همها ما سمع غيرك حدا، قصتها سر كبير، ترميه فيك،إبلع يا بحر وحط بقلبك، تحتمي فيك، ومنها تسمع قصة فدا، تفتح قلبها إلك، وتفتش غلها، ويثور هدير الموج على سطحك، واله الكون يبارك، لصبا فلسطين وصمودها.
وتغيب الشمس عن بحر عكا، تعيش ليالي لتشوف شروقها، وعند ما تطلع الشمس تتمنى تشوف غروبها، صبايا مثل الحبق، تتمشى على شطوطها، نقلة حجل، وقفزة بطوله، تصد العدا،وجيوشها، وحراس للوطن مثل الرجوله، مثل الصبار، وصفهن بالقرى، وحدودها.

ويبقى قلبي معك يا بحر عكا، وسرى معك، أحكيلك حكايا، وأرمي سري فيك، بلكي بيوم...
يا بحر عكا....
يا قاهر العدى....
يا صياد بالصيف....
وخطاف بالشتا....
تثور
وتحكي اللي فيك.....
لتعيد لفلسطين مجدها
وتروي حكايا الشهدا
واسرى الوطن
بسجونها.

اميرة الاحزان اشتقتلك حبيبتي

شكرااااااااااااا على مرورك الرائع

الله يسمع منك يا رب ويعم السلااااااااااام

هلا محمد نورت الموضوع بوجودك


شكرااااااااااا على مرور الرائع

تحياااااتي الك