فرسان الأقــلام .... الإبداع المتجدد ..

اليك يا من رضخت لمعاني القسوة في بوتقة الانكسار ، على رفوف الوقت انتظرت دورك في المرور على عتبة التاريخ، الناس كثر هاهنا.. الى متى ستنتظر ذاك الدور في ذاك الوقت أن يأتي؟ والى متى تنظر من خلف قضبان الماضي؟ ألم تصدأ وتتآكل تلك القضبان بعد؟ ألم تستكفي من الجلوس على مقعدك الخرق؟ والأكل من فضلات أجانب الأرض؟ ألم تستكفي من النظر عبر تلك الفوهة التي تسميها نافذة؟

------
قف حيث انت.. حيث المكوث على تلك العتبة اللعينة... حيث الموت او
الموت... كلاهما موت .. كلاهما أنت... اتهرب من نفسك؟ ام من نفسك اليك؟ هيا.. اهرب هنا.. أو هناك.. هناك الكثير من هناك.. والكثير منك انت..
------
لحظه من فضلك... أو من فضلك لحظه .. لا يهم... في كلتا الحالتين اريد من وقتك لحظه.. فالوقت يمشي بطيئا كما سلحفاة تصعد جبل... وانت تسابقه كما ارنب ينزل سهل... تتقاطعان في منتصف الطريق ويعيق احدكما الآخر.. كي ينتصر عليك الوقت وتنتهي انت.. والوقت يستمر في المشي ورغم بطئه هو الفائز في النهاية..
------
عجبا كيف تمر كل هذه السنون؟ ... من تحت اقدامي والدمع لم يغادر العيون... عجبا كم آدمي رحل وبكته امه الحنون .. عجبٌ عجب.. ومالعجيب ابدا الا انت.. على ضفاف الزمن انتظرت وانا اعلم جيدا انك ستنتظر طويلاً.. حيث المستحيل.. ربك وحده عالم بما هو مختبئ مكنون

-----
قديما كنت العب مع صغارٍ مثلي حول منزلنا الكائن في حي شرقي ملامحه شرقية.. وجوه غربية شمالية... قديما حيث القديم من البشر والقديم من الشجر... حيث البراءة .. حيث زهرات الحنون العشوائة والزرع المعشوشب خلف المنزل.. قديما كنت ادرك اني العب اذا انا موجودة... أما حديثا ادركت انني هنا وفي هذه اللحظة بالذات لست موجودة.. مازلت ماضية في البحث عني...

-----
اهدي سلامي لذاك القابع خلف القضبان.. سلامي لذاك الحبيب... سلامي لتلك الفتاة حبيبتي.. سلامي لتلك الأم الرحومة التي سهرت على راحتنا دوما.. سلامي لأهلي في الصين! سلامات نسمعها عبر المذياع.. يرددها العامة متناسين انهم سبب قلة السلام في مدينة السلام.. ألم تضحك على هذه التفاهات بعد؟ اضحك من قلبك انت لم تصعد السماء بعد وغيرك سبقك الى المريخ يبنون بيوتا لهم خوفا من زلزالٍ ما هنا.. او نكسة ما هناك... هنا الأرض... نعم انت على الأرض .. ارض الواقع بل الواقعه..

----


قال لي احدهم العالم آيل للسعادة.. ضحكت من كثرة البكاء على هذه الجملة.. ما اعظم ذاك التفاؤل المرسوم على وجهه المتشائم دوما.. اعرفه جيدا.. تسمعه متفائلاً ابدا.. تراه مغرورق العين على حال الدنيا وحاله وحال البشر... اين التفاؤل يا صاح.. وعن أي تفاؤل تتحدث.. انظر وجهك في المرآة.. تالله هموم الدنيا مرسومة عليه.. وان ابتسمت تظل ابتسامتك كابتسامة رسمها رسام على لوح من زجاج... نعم اراك في اتعس حال.. نعم اراك بائس .. خائف.. متوجس من مستقبل مجهول.. لكني معجبة بطريقة قلبك للحقائق حتى لو كانت مرئية...

------



عجوز ذاهبة الى السوق... ذهبت تشتري لأبنائها العاطلين عن العمل شيئا يبلل ريقهم... عجوز مبتسمة.. سألتها ذات يوم ارى الإبتسامة على وجهك.. هل وجد ابنائك عمل؟ قالت لا هاهم نائمين في المنزل... سألت ولم تضحكين؟ اجابت جوابها الصاعقة... انهم ما زالوا احياء هذا يكفيني... تضحك لأن أبنائها مازالوا أحياء... ولم تبكي لأنهم عالة عليها وعلى المجتمع... لو كان مثل هذه المرأة عشرون لكانت فلسطين بخير... رضيت بالأهم وتناست المهم...


-----


الحياة عبارة عن لعبة إما ان تكون الفائز فيها او الخاسر.. وان فزت .. فاعلم ان هناك اشرارا لن يتركوك بحالك.. وان خسرت فاعلم ان هناك صحبة لائمين.. في كلتا الحالتين ستقرف الحياة والأرض ومن يدوسها... وفي كلتا الحالتين ستتمنى ان تنتهي اللعبة فقط ولا يهمك ان خسرت ام ربحت لانه سيان...