ثلاث نساء ورجل اجتمعوا أمام قاضي التحقيق، والقضيّة شريط فيلم إباحي الجميع فيه متّهم بمن فيهم المدّعية. فبعد أكثر من سنة ونصف على رواج الفيلم عبر الهواتف الخلويّة عن طريق البلوتوث، وبعد حملات إعلاميّة عنيفة بين الأطراف المتنازعة، تواجه كل من الفنّانة هيفاء وهبي من جهة، والإعلاميّة نضال الأحمديّة والفنّانة رولا سعد ومدير أعمالها كريم أبي ياغي ( الذي كان يدير سابقاً أعمال وهبي) من جهه ثانية، أمام قاضي التحقيق في جبل لبنان فادي صوّان، في دعوى أقامتها هيفاء ضدّهم متّهمة إيّاهم بترويج فيلم مفبرك عنها للإساءة إلى سمعتها، دعوى خلت من أي دليل حسّي على تورّط المتّهمين، ما دفع بالقاضي إلى تأجيل التحقيق إلى وقت لاحق، لاستجماع الأدلّة.
فكيف بدأت قصّة الفيلم، ولماذا رفعت هيفاء دعوى ضدّ هؤلاء الأشخاص بعينهم دون سواهم؟
تترجّل من السيّارةلم تكن المرّة الأولى التي يدس فيها اسم هيفاء في قضيّة أخلاقيّة، غير أنّ العيار هذه المرّة كان أثقل من أن تسكت هيفاء عنه، فقد راج فيلم إباحي يصوّر فتاة تشبهها بوضع مخل، وأصبح حديث الصّحافة في فترة قياسيّة، في الوقت الذي كانت لا تزال تعاني فيه من ذيول علاقتها بخطيبها السّابق طارق الجفالي، وأسباب انفصالهما الذي تزامن مع قيام شقيقتها بمهاجمتها بطريقة قاسية في إحدى المجلات العربيّة، ما دفع بها إلى الانفجار في البكاء أمام عدسات الكاميرات، في المؤتمر الذي نظّمته "إيلاف" العام الماضي لتكريمها بعد حصولها على لقب فنّانة العام، في الاستفتاء الذي أجريناه حينها.
هيفاء ردّت وكان ردّها قاسيا، فرفعت دعوى على كل من مدير اعمالها السّابق كريم أبي ياغي، بعد حرب كلاميّة بينهما، والفنّانة رولا سعد التي أصبح كريم يدير أعمالها، والإعلاميّة نضال الأحمديّة، واتهمتهم بفبركة الفيلم لتشويه سمعتها، في وقت لاحق، اكتشفت رولا أجهزة تنصّت في منزلها الكائن في منطقة الكورة شمال لبنان، فرفعت قضيّة ضد مجهول، ليبقى التحقيق سرياً، في حين امتلأت الصحف والمجلات بمناوشات الفنّانتين، التي طغت على أعمالهما الفنيّة.
كيف وصل المتخاصمون إلى قصر العدل؟الموعد كان عند الساعة التاسعة صباحاً صباح الخميس 19 نيسان، في قصر العدل في بعبدا، حضرت رولا مع كريم ومحاميه الياس مخيبر بسيارة كريم من دون مرافقين، وكان محاميها شربل أبي رعد ينتظرها داخل قصر العدل.
تسير برفقة حرّاسها الشخصيينبعد ربع ساعة حضرت السيّدة نضال الأحمديّة وخلفها سيارة تضم مصوّرين من مجلة وتلفزيون "الجرس"، فتجمّع رجال الأمن حول المصوّرين وانتزعوا منهم الكاميرات، على مرأى من مصوّري وكالات عالميّة ومجلاّت محلية جاءت لتغطية وصول النّجوم إلى قصر العدل، ما دفع بتلفزيون الجرس إلى شن حملة قاسية ضد الاستنسابيّة في التعامل مع الصحافيين، خصوصاً أنّ مراسلة المجلة طلبت من أحد رجال الأمن أن ينزع كاميرات باقي المراسلين، فوعدها خيراً، غير أنّ المصوّرين استمروا في التصوير على مرأى من رجال الأمن.
هيفاء تأخّرت عن موعدها ساعةً كاملة، فتم ترويج شائعة مفادها أنّ جلسة التحقيق ستؤجّل، غير أنّ حضورها في تمام السّاعة العاشرة كذّب الشائعة، وكانت تبدو في كامل أناقتها بتايور أسود محتشم، وماكياج صارخ، يرافقها جيب فيه عدد من المرافقين، لكنّها لم تترجّل فوراً من السيّارة، حيث كانت تجري مفاوضات لإدخالها من الباب المخصّص للقضاة.
انتظرت هيفاء دقائق معدودة قبل أن يتم إبلاغها بأنّ طلبها رفض، وأنّ القاضي أصرّ على دخولها من الباب الأمامي، لأنّ المواطن مهما علا شأنه عليه أن يدخل من الباب المخصّص للمواطنين.
هيفاء انصاعت لأوامر القاضي، وكان لافتاً الاستقبال الذي حظيت به، حيث سارع أحد رجال الأمن إلى فتح الباب لها، ودخلت برفقة أربعة من حرّاسها الذين انتظروها أمام الباب.
ماذا حصل في أروقة الجلسة السريّة؟
بدأت جلسة التحقيق عند الساعة العاشرة والربع، دخلت هيفاء ورولا معاً، ثم دخل كريم والسيّدة نضال الأحمديّة، تواجه المتخاصمون للمرّة الأولى منذ أشهر عدّة.
بدأ القاضي بسؤال هيفاء التي سارعت إلى الشكوى من الظلم الذي تتعرّض له، وبأنّ البعض يستغل اسمها ليبني شهرةً على حسابها.
مناوشات كلاميّة حادّة بين الفنّانتين عكّرت الجلسة، ما دفع بالقاضي إلى الطلب من الجميع الحديث إليه هو شخصياً، والامتناع عن التراشق الكلامي. القاضي عاد وسأل هيفاء على ماذا تستند في دعواها ضد الأحمديّة وسعد وأبي ياغي، فأجابت بأنّ الثلاثة يكرهونها ومتّحدون لتدميرها.
مكالمة مثيرة من طارق الجفالي
بدأ القاضي باستجواب المتّهمين بسؤالهم عن الفيلم موضوع الدعوى، وعمّا إذا كانوا يعرفون عنه شيئاً أو عن موقع التصوير وما إذا كانوا يعرفون امرأة تشبه هيفاء، فكان جوابهم بالنفي.
هيفاء التي حملت معها وثائق عن طريق محاميها فايز قزّي، أطلعت القاضي على مكالمة من خطيبها السابق طارق الجفالي، قامت بتسجيلها عبر هاتفها الخليوي، يقول فيها إنّ كريم أبي ياغي قال له إنّه سيطلعه على فيلم إباحي بطلته هيفاء، غير أنّ التسجيل لم يكن مفهوماً بحسب مصادر موثوقة.
وأثناء حديث الأحمديّة إلى القاضي، كانت هيفاء تعترض وتجيب سلباً حتى قبل أن تبدأ الأحمديّة بالإجابة، غير أنّ القاضي أعطى للجميع فرصة الكلام، وبدا متفهّماً للجميع، استمع إلى إفاداتهم وكان متجاوباً وحاول قدر المستطاع التوفيق بينهم، وحقّق مع نضال ثمّ مع رولا، ولضيق الوقت أجّل الاستماع إلى كريم والمدير المسؤول في مجلّة "الجرس" أمين شعلان إلى جلسة تعقد في 11 حزيران(يونيو) المقبل.
[color:8669=#ff0000:8669]
مشاهدات من جلسة التحقيق:
*طلبت هيفاء الإذن من القاضي للخروج بحجّة أنّها تريد الشرب، فوقفت رولا مكانها وأسندت ظهرها إلى الحائط، ما استدعى تدخّل القاضي الذي طلب منها العودة بحزم إلى مكانها، قائلاً "هذا مكان المدعية وأنت متّهمة، فالزمي مكانك".
*السيّدة نضال الأحمديّة بدورها طلبت الخروج لثوان معدودة من دون إبداء الأسباب.
*بدا المتّهمون الثلاثة في موقع الدّفاع عن النفس، لم يدافع أحدهم عن الآخر كما اعتادوا في وسائل الإعلام.
* هيفاء قالت في معرض الشكوى للقاضي فادي صوّان، إنّها تعبت لبناء اسمها، فردّت رولا قائلة "كلّنا تعبنا لنبني أسماءنا" فأجابتها هيفاء "إنتي ولا شي"، لتعود رولا وتجيب بدورها بغضب "إنتي اللي ولا شي". وكان القاضي في هذا الوقت منهمكًا بتسجيل بعض الملاحظات.
*كانت الفنّانتان هادئتين ومرتاحتين إلى أجواء التحقيق، لكن لم نعلم من منهما كانت تصطنع الهدوء.
*استمرّت الجلسة حوالى الثلاث ساعات، ووعدت كل من الفنّانتين بإحضار المزيد من الأدلّة لتدعيم موقفهما.
مع تحياتي
ميرنا
(عاشقه الاسطورة سميرة سعيد)