السلام عليكم ورحمة الله
قرأت مجلة متنوعة مواضيعها فأعجبني هذا الموضوع فاقتبست منه هذا الجزء بتصرف وأردت أن تشاركوني القراءة أحبتي
فهاهوذا الموضوع بين أيديكم :
يومكم سعيد
الأحمر القاني .. لون الحب والحرب !!
في أي قارات العشق يحصل هذا ؟!! وكيف !! ومتى ؟!!
ومنذ متى يهزك "لونٌ" فتتساقط شوقاً ،، حنيناً ،، ووجداً؟!!
وهل سبق أن أحببتَ "لوناً" فاكتشفت أنه يجمع بين الداء والدواء،،
وبين الجـرح والطبيب ،، وبين الحـب والحـرب ؟!!
هذا هو "الأحمر القاني" ،، ذلك اللون الذي يسلب العقل بجماله وفخامته عند الحب،،
وتهرب العين من رؤيته هروباً عند الحـرب !!
ما قصته يـا ترى؟!!
الألـوان عند العرب
اللون الأحمر،من بين الألوان جميعاً هو اللون المثير الذي يسترعي انتباه الجميع ويحوز إعجابهم.
وقد دعي بحق :اللون العالمي". فالأطفال وشعوب العصور الأولى والرجال والنساء المثقفون منهم
وغير المثقفين كلهم على السواء يشعرون بارتياح عظيم لدى وقوع بصرهم على اللون الأحمر،، أما
كره هذا اللون فيعود إلى أسباب سيكولوجية أهمها حوادث مزعجة مفزعة مرت بالمرء في عهد
الطفولة للون الأحمر علاقة وثيقة بها. ولكنه جزيل النفع لذوي النفوس الكئيبة التي يغلب عليها
العبوس والسويداء.
محــل الإقـامة
عندما حاولتُ تقصي أماكن إقامة هذا اللون ،، لم أنهك كثيراً في البحث عنه فالأحمر القاني يطفو على
السطح ،، ولن تحتاج أبداً إلى "ميكروسكوب" يدلك على أماكن اختبائه وفي أي الخلايا يعيش ،،
ببساطة شديدة هو في خلايا "العراق" ،، "فلسطين" ،، "المسجد الأحمر" ،، ومناطق أخرى
من العالم " الدموي " عفــواً "العربي" !!..
دون أن تنسى شرايين "القلب" التي يتكاثر ويتوالد فيها ،،
ففي "العراق وفلسطين" ،، وفي العراق بصورة أكبر اعتاد العراقيون يومياً ،، رؤية هذا اللون يصبغ
شوارعهم ،، بيوتهم ،، وجوههم ،، قلوبهم ،، يصبغ الرؤوس الملقاة بعيداً عن أجسادها على أرض الرافدين !!..
في "فلسطين"،، ذات السيناريو بحدةٍ أقل ،، وفي مشاهد متقطعة فأنت لا تعلم متى سيستيقظ موقظو
الفتن ،، ويستيقظ المـوت معهم !!..
وفي "المسجد الأحمر" في باكستان،، اشتباكات في المسجد وحوله تحيل المنطقة والمسجد الأحمر
إلى اسمٍ على مسمى !!..
أما في "القلب" ،، فالإقامة تحلو "للأحمر القاني"،، في شوارع الحـب المليئة به ،، في القلوب التي
تسكن صدور المحبين ،، وفي ورود الجـوري ،، التي يستيقظ على رائحتها ولونها كل محب . ورغم أن
بعض القلوب تعيش "آلام الحرب" كل يومٍ تقريباً ،، إلا أن الكثير من القلوب تعيش "أعياد الحب"
يوماً بيوم دون كللٍ أو ملل .
كُثرٌ هـم ضحاياه !!
كلما ازددتُ تبحرا في هذا اللون ،، ازددت عجباً منه !!
كان أصعب أمـرٍ أحاول استيعابه ،، هو اجتماع الموت والحياة في هذا اللون !!..
وكلما هيأت لنفسي سهولة هذا الاجتماع ،،
ازداد الأمر في نفسي تعقيداً ودهشة مرة أخرى !!..
لم أعهد أبداً في كل تفاصيل الحياة المختلفة ،، أن نقيضين اجتمعا في محلٍ واحد،،
ومـا زاد الطين بلة ،، أن لهذا اللون ضحـايا ،، نعم ضحايـا !!..
يُقتلون وتُنثر أشلائهم على أعتابه ،، ولا ذنب لهم سوى أنهم ضحايا هذا "الأحمر القاني" في النقيضين
اللذين يحملهما !!..
في "الحـرب" ،، ونتيجة النزاعات والشقاقات ،، ونتيجة القرارات التي تدبر وتحاك على طاولات
مستديرة هي أبعد ما تكون عنا ،، فتصدر إلينا بطريق "الخطأ" !!..
ويذهب الكثير ،، الكثير ضحايـا هذا "الخطأ" وضحايا هذا "الأحمر القاني".
وفي "الحب" ،، يكون المحب ضحية منذ أن يحب وقبل أن يموت ،، أما بعد أن يموت فتثبت في
هويته صفة "الضحية" قولاً وفعلاً !!
هو ضحية الجمال الذي يتلذذ فيها بأنه ضحية ،، ويعلن على الملإ أنني ضحية هذا اللون الرائع،،
ذلك اللون الذي أراه في كل زاوية ،، أراه أينما وليتُ وجهي ،، وأينما أدرتُ عيني ،، يسكن أيامي ،،
كل لحظاتي
حقاً هو لون الجمال ،، فهنيئاً لضحايا هذا اللون وذاك الجَـمَالْ .
وهل لهما أن يجتمعا ؟!! من منا ينسى يوم 14-2-2005 ،، ذلك اليوم الذي تهيأ فيه لبنان واللبنانيون لعيد الحب ،،
فاكتست بيروت باللون الأحمر وتهيأت القلوب لاستقبال هذا اليوم ،،
لكن قدر بيروت يومها أن يبقى اللون الأحمر ،، ويتبدل الحب حرباً ،،
باغتيال رئيس الوزراء اللبناني آنذاك "رفيق الحريري" ،،
فتبدلت شوارع بيروت التي كانت تغطيها القلوب الحمراء والورود والهدايا الحمراء ،،
إلى دمٍ أحمر يغطي النوافذ والأبواب ،، والوجوه والأجساد الملقاة على الأرض ،،
وهكذا جمع الأحمر القاني نقيضيه في يومٍ واحد ،، هـو ذلك اليوم !!
"
من المنتصر ؟!!
تدور في الدنيا ،، تقرأ تفاصيلها،، وتتجول فيها وفي عيون "عابريها" ،، هنا حب وهنا حرب ،،
وهنا حرب وهنا حب ،، تختلف التفاصيل ،، ويبقى الأحمر القاني ،،
هو القـاسم المشترك فيهما !!
لكن أيهما الغالب ؟!!
ترى هل سننتصر بـحبنا ،، على حروبنا !!
أم هل ستقتل الحروب ،، قلوب أمةٍ مليئة بالحب ؟!!
بعيداً جداً عن الحـرب ،، وقريبا جداً من الحب،،
لقلوبكم ألف وردة حـمراء