خربشات على جدارية عمر

وعمر قرأ حتى قبل أن تكتبي
صباح الورد الفاضل حياة الروح
صباح الأمل شيرين .


هم هكذا يفكرون ( وأنا أقول العيد على الأبواب فالحضارة تقتضي أن نضحي بالبشر )


نصف صديق!!

_ اقتحمي الزمان و المكان.. فالأبواب الموصدة لا تنادي أحدًا..
من أول زفير لسيجاره الكوبي قالها..

_ أنت تراودني عن نفسك يا يوسف زمانك!!

_ ليس تمامًا .. لكن انتظاركِ " لراحل " ليس له وجه حق..

_ في منطق الرجال وحسب تراكيب شخصياتهم فإنه لا يُنسي المرأة إلا " حضن أخرى " .. إنما في قلب أنثى تحب .. مستحيل!! مغامراتك الجنسية مجرد مُسكن لا يخدم علاجك من حبيبة!!

_ هل تقولين أنكِ قديسة حتى عودته يا أختنا الفاضلة ههههههههه " على فرض أن يعود "..

_ بالطبع لا يا " حمار ".. لكن محاولاتي تقف في منتصف الطريق عندما اكتشف أن " الجديد " لا يشبهه.. لأرمي به على قارعة الزمن .. قلب مهمل " ثقيل " لا أقوى على حمله.. مزيدًا من جروح البشر لا أكثر..

_ نحتاج استنساخ " سموه " .

_ مليون نسخة إذا سمحت .. حتى أقتله ألف مرة دون أن ينتهي..

_ ابقي هكذا حتى يبكي الشيب زمن السواد..

_ أفضل من المتاجرة بقلوب الناس .. في مقامرة على " ربما "..

_ حاولي..

_ أنت لا تتحدث مع " رجل ".. متى تفهم؟

_ غبية..

_ رجفة السيجار بين أصابعك .. وتردد دخانه من شفتيك وصدرك يحكي نفس الألم .. أخبرتك أن تكون مجرد صديق لا أكثر..

_ لن يكون " على كيفك " .. وداعًا.

_ " روح و القلب داعي لك "

قلت لصاحبي: تخيّل انَّ هاتفك يرن فترفع سماعته، لتجد امرأة تجمع في صوتها من الأنوثة ما يكفي شعباً من الرجال المظلومين، تقول لك بلا مقدمات: أحبك.. أحبك.. أنا أحبك.
ماذا تفعل؟ أيصيبك الشك ويذهب ظنك الي ان الرسالة اخطأت عنوانها، وان الرقم طلب بالخطأ وانك لست الشخص المقصود.. أم تستجيب للصوت المعطر بالجملة الساحرة التي انستك خلافاتك الزوجية المتكررة أو هموم الراتب والمخصصات وديون آخر الشهر.. أم انك ستبيع ثقلاً.. ثقيل الدم.. فتقفل السماعة منزعجاً وتعد الأمر حرشة لا تليق بك.. ولعلك تنظر الي زوجتك التي تراقب من بعيد لتعرف مع من تتحدث فيسقط في يدك ولا يبقي لك أي خيار سوي خيار الرقم الخطأ.. وتقفل الخط.
واذا كنت وحيداً في المنزل، كيف سترد علي ذلك الصوت المغري الذي جاء في الوقت المناسب حيث لا رقابة وبامكانك ان تعوض خسائرك العاطفية كلها في هذه الفرصة الثمينة التي تجهل كيف توجدها، لكنها جاءت بنفسها اليك.
قال صاحبي: كفي أرجوك، من أين لك هذه الأخيلة، لماذا توقد النيران في قلبي، وتذكرني بشيء اسمه الحرية كلما اقتربت منه وجدته يبعد عني منذ خطبة بنت الجيران قبل سبع عشرة سنة.
سألته امعاناً منيّ في نبش همومه العاطفية القديمة: واذا دق باب المنزل وفتحته لتجد علي عتبته رسالة علي مغلفها جملة: أنا أحبك.. أحبك.. أحبك.. هل تفتحها؟
قال حذراً كمن يتوقع ان أجره الي شرك.
ــ وكنتُ وحيداً في البيت ولا أحد يعرف بأمر الرسالة شيئاً.
قلت له: نعم.
قال والحذر لم يغادره: سؤالك علي بساطته ليس سهلاً مطلقاً.
قلت له: ماذا ستفعل.. أجب بسرعة.
قال: قد يذهب الظن بي الي ان لغماً قاتلاً يكمن داخل الرسالة بعث به اليّ نظام عربي اختلفت مع وزير من الدرجة الثانية فيه.
فسألته مجدداً: ولو جاءتك الرسالة العذبة نفسها بشكل الكتروني علي الانترنت ماذا تفعل.. أتفكر أم تفتحها من دون تفكير؟
هتف فرحاً: سأفتحها فوراً فزوجتي لا تهتم بالرسائل الالكترونية لأن النساء المتوقعات لديها لا يتعاملن مع الانترنت أبدا.
فقلت له بهدوء: ولأجل هذا السبب اخترع مجهول فايروساً اسمه I Love you هاجم به كمبيوترات أوروبا الليلة الماضية، ولعل أول ضحاياه هم الازواج المظلومون والمهملون في البيت.
تناول الصحيفة ليقرأ الخبر، حين دخلت زوجته تحمل القهوة وهي تقول بعدم اكتراث.. كنت اعمل بنصيحتك وادرب نفسي علي الانترنت ولا أدري لماذا اضطرب الجهاز وسكت فجأة بلا حياة.
ثم انتبهت من غفوتي فأدركت أني كنت أهذي وتذكرت كل من فارقني فسال دمعي وغطى هدبي وطال نوحي فجئتكم أشكو همي .
لا إله إلا الله محمد رسول الله