جريمة قتل من أجل كيس خبز !!
صرخ العامل من نافذة غرفته بأعلى صوته على جاره الذي يسكن في الغرفة المجاورة متسائلاً عمن دخل غرفته وفتح ثلاجته والتهم طعامه ؟؟ رغم حالته الهستيرية والعصبية ألا انه فوجئ بجيرانه "العزوبية" يطلقون الضحكات والاستهزاءات غير آبهين لاعتراضاته ورفضه القاطع باقتحام مطبخه الصغير وفتح ثلاجته القديمة .
وسيطر العامل على أعصابه وعاد ليستلقي على فراشه بعد أن أعياه التعب من عمله طوال اليوم ولكنه في الوقت ذاته قرر اكتشاف اليد التي تمتد إلى ثلاجته وقطعها حتى يكون عبره للآخرين وليثبت لهم انه جاد في تهديداته .
وفي صباح اليوم التالي توجه إلى عمله في إحدى البنايات حيث كان يعمل في البناء لكنه وما أن عاد إلى غرفته حتى اكتشف سرقة كيس الخبز فامتعض وقرر البحث عن سكن آخر بعيداً عن هؤلاء الجيران الذين لا يحترمونه ولا يقدرونه ولا يأبهون لمعاناته ...
ألا أن البحث عن سكن رخيص بمشاركة الآخرين في المناطق الفقيرة ليس بالأمر السهل فهو يحتاج إلى كثير من البحث والانتظار فحصوله على غرفه ذات سعر مناسب لا يكفي لوحده فالمشكلة هي حصوله على شركاء معه بالسكن حتى يتقاسم معهم دفع الإيجار فلا يمكن للعامل وحده أن يدفع ما يقارب (500) ريالاً كإيجار شهري عن الغرفة وهو لا يكاد أن يتواجد بها إلا ليلاً ..
وذات يوم طفح به الكيل عندما اكتشف اختفاء ملابسه المعلقة على حبل الغسيل .
وعندما بحث عن سر اختفائها توصل إلى أن احد جيرانه من العزاب وهو من جنسيته اضطر لارتدائها والتوجه بها للعمل .. فانتظره إلى حين عودته
ونشبت بينهما مشادة كلامية متهماً إياه بأنه هو الذي كان يسرق طعامه خلال الفترة الماضية وطالبه بتعويضه عن كافة الأضرار التي لحقت به وهي عبارة عن قيمة الاطعمه التي كانت تختفي وقيمة ملابسه التي ارتداها .. ورغم أن الأخير ابلغه بأنه اضطر لارتداء ملابسه لان ملابسه كانت في الغسيل إلا أن العامل امسك به وطرحه أرضا وقال له : " تدفع التعويض يعني تدفع وإلا سأقطعك إربا إربا .. وإن كنت معتقداً بأنني لست جاداً فأنت مخطئ فأنقذ حياتك وادفع لي التعويض حتى أعيد هيبتي وكرامتي التي هدرت أمام الناس بسببك " ..
إلا أن الجار دافع عن نفسه بضراوة وقال " سأعيد لك ملابسك بعد غسلها أنا أن ادفع لك مالاً فهذا مستحيييل لأنني لم اسرق منك شيئاً ولم اسرق بحياتي من اي إنسان آخر "
ولم يقتنع العامل بهذا القول فأخذ يصفعه ويلكمه بعد أن جثم فوقه حتى أدماه .
وعندما شعر الجار أن المسألة أصبحت حياة أو موتاً دافع عن نفسه بضراوة ودفعه عنه بعيداً محاولاً الهرب إلا أن العامل امسك به وواصل ضربه ولم يكن أمام الجار إلا أن التقط سكيناً كانت بالقرب منه
(( هي خربانه خربانه خلينا نعميها ))
وطعن بها العامل عدة طعنات قاتله كانت كافيه لان تطرحه أرضا وهو يسبح بدمه ..
وعندما استعاد الجار عقله وجد العامل يلفظ أنفاسه الاخيره فاستغاث بالمارة في محاولة منه لإنقاذه .. إلا أن سيارة الطب الشرعي سبقت سيارة الإسعاف بعد أن تبين وفاتهوفي المحاكمة جلس الجار داخل الزنزانة يندب حظه العاثر الذي قاده لارتداء ملابس القتيل وأكد انه كان يدافع عن نفسه لحظة طعنه بالسكين إلا أن المحكمة لم تأخذ بدفاعه وحكمت عليه بالقصاص..
أتمنى أن تنال رضاكم
أرق تحيه