رؤى الحرية مُستَشَارة إِدَارِيَة
عدد المشاركات : 7497 العمر : 41 بـلـدكـ : فلسطين وردة لمنـ تهديها : بهديها لامي وابي رحمهم الله وادخلهم فصيح جناته لـونـ عــيــونــكـ : عسليه عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 6988 التَقَيِمُ : 25
| موضوع: قصة زينب وأبو العاص...الحب والوفاء والإخلاص 17.09.07 22:13 | |
| السلام عليكم قصةٌ.. قرأتها قبل أسبوع .. أتمنى أن تُكملوا قراءتها للنهاية وأن تكفكفوا دموعاً قد تنهمر على خدودكم أثناء ذلك قصةٌ.. تُبيّن معنى الحُب الحقيقي.. والتضحية والفداء.. قصةٌ.. نستلهم منها الوفاء لأبعد مايكون في معانيه قصة التربية النبوية الصالحة لبنات رسول الله (ص)
** قصة زينب بنت الرسول، وأبو العاص بن الربيع **
تزوجا في الجاهلية.. وكان رسول الله (صلوات ربي وسلامه عليه) قد وافق على مصاهرته فور تقدُّمه لـ (زينب) {رضي الله عنها} إبنته الكبرى، فهو إبن (هالة بنت خويلد) أخت السيدة (خديجة) {رضي الله عنها}، كما انه "نِعْمَ الصهرُ والنسب" كما أعلنها رسولنا الكريم (صلوات ربي وسلامه عليه)، ولكن جاءت الرسالة لتكون بدايةً لفراقٍ طويلٍ.. ومريرٍ.. بين الحبيبين.
كان (أبو العاص) يتغنّى بِحبهِ لـ (زينب) {رضي الله عنها} في كلّ وقتٍ، فكان حين يخرج في القوافل التجارية يؤلّف ويردّد الشعر الذي يُعبّر فيهِ عن شوقه لزوجته الحبيبة، وكان هذا الحُبُّ يغلِّف كلّ مواقفهما معاً، حتى في أوقات المحن. وفي اليوم الذي سمِع فيه (أبو العاص) بما يقوله المشركون عن الرسول الكريم (صلوات ربي وسلامه عليه)، ذهب إلى زوجته الحبيبة يشكو لها ضيقه، فإذا بها تعلن له أنها أسلمت!! فماذا كانت ردة فعله؟؟ لم يثُرْ ويتهمها بخداعه بل اعتذر لها بمنتهى اللطف والرقة قائلاً: : "والله ما أبوك عندي بمتهمٍ، وليس أحبُّ إليّ مِنْ أنْ أسلُكَ معكِ يا حبيبةٍ في شعبٍ واحدٍ، ولكني أكره لك أنْ يُقال: إنّ زوجكِ خذلَ قومه وكفر بآبائه إرضاءاً لامرأته.. فهلاّ عذرتِ وقدّرتِ ".
وعندما قرر المشركون أنْ تطلَّق بناتُ الرسول (صلوات ربي وسلامه عليه) مِنْ رجال قريش، وكان له في ذلك الحين ثلاث بنات متزوجات من القريشيين، وافق إبنَيْ (أبي لهب) على تطليق زوجاتهم (رُقية وأم كلثوم) {رضي الله عنهما}، ولكن أبو العاص كان له موقفاً آخر. أبَى الزوج العاشق أن يُطلّق زوجته، حتى لو كانت إبنة من يعادي قومه، وقال: "لا والله إني لا أفارق صاحبتي وما أبدّلها بنساء الدنيا جميعاً".
هاجر الرسول الكريم (صلوات ربي وسلامه عليه) إلى المدينة وبقيت (زينب) {رضي الله عنها} مع زوجها في مكة وحين كانت غزوة بدر خرج (أبو العاص) مع قريش لمحاربة المسلمين معتذرًا لزوجته التي حاولت إثناءه عن عزمه .. ويالهفي على بنت الحبيب محمد.. (زينب) {رضي الله عنها} الممتحَنة في حُبِها لزوجها وحُبِها الأكبر لدينها وأبيها.. كانت (زينب) {رضي الله عنها} تدعو الله سبحانه وتعالى أن ينصر والدها على أعداء الله ِوأن يحفَظَ زوجها من كل سوءٍ على الرغم من عصيانه لله.
وتخيّلوا موقِفها وقد علِمت بانتصار المسلمين لكنها في الوقت ذاته قلقة على روحِ قلبها وحبيبها، أن يكون قد مات .. ولربما لوعتها الأشد ليس على فراقه بل على مقتله على غير الهدى... حتى علمت بأن زوجها لم يُقتَل وإنما وقَعَ أسيراً في أيدي المسلمين...
عندها قررت (زينب) {رضي الله عنها} أن تفدي زوجها بكل ما تملك، فأعطت لأخو زوجها قلادة تمتلكها ليذهب بها إلى الرسول (صلوات ربي وسلامه عليه) وأصحابه ليطلقوا سراح (أبي العاص)، هذه القلادة كانت هديةً لها من أمها السيدة (خديجة) {رضي الله عنها} ذات المكانة العظيمة في قلب رسول الله. ولا تتوقف الرقة والرومانسية عند هذا الحد، ولكن الأكثر تأثيرا كان موقف الرسول (صلوات ربي وسلامه عليه).. القائد.. المنتصر عندما شاهد القلادة ورّقَّ لها قلبه وتذكر حبه الأكبر. فما كان منه إلا أن قال لأصحابه برجاءٍ خافت: " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها.. فعلتم".. وأتصور الصحابة أمام هذا الحشد العاطفي لا يملكون إلا الموافقة على رجائه. ولننظر لرسولنا الكريم (صلوات ربي وسلامه عليه) وهو يعيد القلادة إلى (أبو العاص) ويطلب منه أن يوصلها لزينب {رضي الله عنها} ومعها هذه الرسالة: "إلاّ هذه يا زينب .. لا تفرطي فيها مرة أخرى"...
وفي نفس الوقت يطلب منه الرسول (صلوات ربي وسلامه عليه) أن يخلّي سبيل (زينب) {رضي الله عنها} ويُعيدها إليه لأن القرآن حكم على الجميع بالهجرة، ووعده (أبو العاص) أن ينفذ له ما أراد. وبالفعل وَفَى بوعده وأرسل (زينب) {رضي الله عنها} .. حتى مدحه محمد (صلوات ربي وسلامه عليه) بعد ذلك بقوله: "حدثني فصدقني ووعدني فوَفَى لي".
وذهبت (زينب) {رضي الله عنها} فرحةً بتنفيذ أمر ربها ولقاء أبيها لكن جزءًا من قلبها هناك .. وراء التلال البعيدة في مكة.. وانصبّ كلّ جهدها في الدعاء لحبيبها وأن يهديه الله إلى نور الإسلام...
ولم يشأ الله أن يكون فراق الحبيبين إلى الأبد، بل كان القدر يُخبئ لهما لقاءاً غيَّرَ مجرى حياتهما التي أوشكا أن ينهياها منفصلين. إحدى القوافل التي يقودها (أبو العاص) عائدةً من الشام ومحملةً بأموال قريش، تتعرض لهجومٍ مِن سريةٍ مِن المسلمين، وتمكنت هذه السرية مِنَ القافلة وأسَرَتْ عدداً مِنَ المشركين، ولكن (أبو العاص) استطاع الهرب.
ولم يجد الهارب مفراً من دخول المدينة وسأل.. بل ربما دلّه قلبه على بيت (زينب) {رضي الله عنها} أم أولاده.. وفتحتْ لتجد أمامها أولّ حُبٍّ لها وأبو أولادها، (علي) و(أُمامة)!!.. فتُدخله وتذهب للمسجد تنتظر صلاة الفجر.. ولما انتهى الناس من صلاتهم صرخت من بين النساء: "أيها الناس إني قد أجَرْتُ أبا العاص بن الربيع". وشفع رسول الله (صلوات ربي وسلامه عليه) لدى صحابته أن يردّوا لـ (أبي العاص) أمواله.. ففعلوا، وأطلقوا سراحه!! وما أن عاد الأسير إلى مكة وأعطى كلّ واحدٍ مِن قريش نصيبه في مال القافلة، حتى قال: " أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، والله ما منعني من الإسلام إلا أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم، فلما أدّاها الله إليكم فرغت منهم وأسلمت". ثم عاد إلى المدينة قاصداً مسجد الرسول (صلوات ربي وسلامه عليه) ليُسلِم وليقول: "والله لم أُرِدْ أن أسلم وأنا في الأسر حتى لا يُقال.. أسلَمَ خوفًا من المسلمين"
وتجمع شمل العاشقين.. ولكن سعادتهما لم تدم طويلاً. وكأن الله قد أراد أن يقبض (زينب) {رضي الله عنها} بعد أن أدّتْ مهمتها وقَرّتْ عيناها بإسلام زوجها، فماتت بعد عامٍ من العودة ليدخل العاص في اختبار جديد لحبه. لم ينساها، وكان رسول الله (صلوات ربي وسلامه عليه) كثيراً ما يراه يبكي حزناً، وكثيراً ما زارها في قبرها فوجد (أبا العاص) ينتحب وهو يحن إلى الذكرى، فيخفف عنه الرسول (صلوات ربي وسلامه عليه) قائلاً: "ذكَرتُ زينب وضعفها، فسألت الله تعالى أن يخفِّفَ عنها ضِيق القبر وغَمّه، واستجاب الله". وروى أن الرسول (صلوات ربي وسلامه عليه) كان يقابله في طرقات المدينة يمشي كالهائم على وجهه فيحتضنه فيبكي (أبا العاص) حزنًا على فراق حبيبته. بل وأنه كان يجلس في بيته فيحتضن (أُمامة) إبنته ويبكي قائلا.. "ذكّرِيني بزينب". ولم يمض على رحيلها سوى أربع سنوات حتى لَحِق بها في العام الثاني عشر للهجرة، لتنتهي القصة.. على الأقل على الأرض. ولتبدأ (ربما) قصةٌ جديدةٌ في السماء........ | |
|
theboss عـضـو نـشـيـط جــدا
عدد المشاركات : 122 مزاجك : نقاط : 6406 التَقَيِمُ : 0
| موضوع: رد: قصة زينب وأبو العاص...الحب والوفاء والإخلاص 04.10.07 6:57 | |
| بالفعل قصة جميلة ومؤثرة بشكرك يا رؤى الحرية لتميزك بطرح الموضوع تحية طيبة | |
|
رؤى الحرية مُستَشَارة إِدَارِيَة
عدد المشاركات : 7497 العمر : 41 بـلـدكـ : فلسطين وردة لمنـ تهديها : بهديها لامي وابي رحمهم الله وادخلهم فصيح جناته لـونـ عــيــونــكـ : عسليه عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 6988 التَقَيِمُ : 25
| موضوع: رد: قصة زينب وأبو العاص...الحب والوفاء والإخلاص 18.10.07 2:03 | |
| شكرااااااااااااا على مرورك الجميل تحيااااااااااااااااااتي | |
|
حياة الروح (لا إله إلا الله)
عدد المشاركات : 2304 بـلـدكـ : الأردن وردة لمنـ تهديها : لـ أمـي الـحـبـيـبة عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 8089 التَقَيِمُ : 32
| موضوع: رد: قصة زينب وأبو العاص...الحب والوفاء والإخلاص 21.10.07 20:56 | |
| بشكرك مشرفتنا الغالية رؤى الحريـة على القصة الرائعه والمؤثرة ,, بتمنى ما تحرمينا من إبداعك في الطرح ,, تقبلي مروري وأرق وأجمل التحيات ,, | |
|
ارفض الواقع مُـشـِرِفـَة قـِسـِمـ أفَـتـَح قـَـلبـَك
عدد المشاركات : 1151 العمر : 33 بـلـدكـ : ام الفحم وردة لمنـ تهديها : %الى كل شهيد من رفع رؤسنا ومن يقرا كلماتي فليقرأ الفاتحه على روح شهداءنا% لـونـ عــيــونــكـ : بني نقاط : 6370 التَقَيِمُ : 0
| موضوع: رد: قصة زينب وأبو العاص...الحب والوفاء والإخلاص 23.10.07 21:16 | |
| مشكورة اختي الغالي رؤى الحرية قصة جميلة جدا ومؤثرة بتمنى ما تحرمينا من مواضيعك الرائعة اختك شيرين | |
|
اسيره الاحزان رئيسة قسمـ المنتديات الأدبية
عدد المشاركات : 1892 العمر : 33 بـلـدكـ : فلسطين لـونـ عــيــونــكـ : بني مزاجك : نقاط : 6437 التَقَيِمُ : 5
| موضوع: رد: قصة زينب وأبو العاص...الحب والوفاء والإخلاص 11.11.07 17:17 | |
| مشكوره على القصه الرائعه والمؤثره لا تحرميناا من هذا العطاء الرائع تحيــــــــــــــــاتي | |
|
رؤى الحرية مُستَشَارة إِدَارِيَة
عدد المشاركات : 7497 العمر : 41 بـلـدكـ : فلسطين وردة لمنـ تهديها : بهديها لامي وابي رحمهم الله وادخلهم فصيح جناته لـونـ عــيــونــكـ : عسليه عـلـم بـلـدك : مزاجك : نقاط : 6988 التَقَيِمُ : 25
| موضوع: رد: قصة زينب وأبو العاص...الحب والوفاء والإخلاص 11.11.07 19:42 | |
| شكراااااااااااااااا على مرورك | |
|