ها أنا ذا أمتطي صهوة قلمي وأعود إلى معركة الكتابة
بعد هدنة بسيطة وصلح دام فترة من الزمن
أعود لك أدمل بعض جراحي وأدفن أشواقي وأفراحي
في تراب النسيان وبين جنبات قبر الألم
أعود لك أسدد سهام الثأر
وأشعل فتيل النار
في عظام من أحرق كياني
وقضى على شمعة فرحي وحناني
لست أدري ماذا أضع عنوان لهذه المأساة
هل أسميها خيانة زمن
أم جرح عاشق؟؟؟؟
والأكيد أن النسيان قد طوى صفحته في ذاكرتي
والخواطر قد أمحت دفاتري ومفكرتي
وأقفلت باب حبي لمن حولي
على أمل أن أفتحه بحب جديد خالياً من شوائب الجراح
وصافياً كصفوة الماء القراح
حباً لا يمتلكه إلا قلوب العاشقين
ولا يتغنى به إلا حناجر المبدعين
ولا يقيسه إلا متر الود والاحساس
فمنذُ زمن كان للغدر في قلبي مقر مناص فيه لا مفر
لقد طعنت بسكين الخيانة ممن كنت أمشي تحت مظلة حبه وحنانه
بعد أن كان لي رداتي ومائي وهوائي
أصبح سحابة صيف ومرور طيف ووهم سراب
في قالباً مليء بالعذاب
كان يمتلك جميع فنون مرواغة المشاعر
والتلاعب بالحس والخواطر
أصبح يلعب على أعصاب قلبي ويعزف على وتر جرحي
حتى كون سيمفونية خيالية وهمية في قلبه
أخذ يدق جرس الوهم في ذاكراتي
حتى ولد لدي الكره والحقد الذي أصبحت أحمله
ولأول مره بين جنبات قلبي أطفأ شمس حياتي وقمر ذكرياتي
وأصبح يمشي على نور ظلامه ويدفن في أرض الجفاء أحلامه
ويُسكت بوادر صفحاته وأقلامه
ويسبح في بحر وحله وهيامه
لم يعد يأبه لسعادة الآخرين
وأصبح يبني علاقاته على هدم مشاعري
لم اعد أتحمل صوته وأتمنى إزاحته وموته
لا أنها براثن الألم التي يحملها
وبوادر الأمل التي يقتلها
فأنا لست أعلم
إلى متى يهيم بي تيار المآساة في شهر بلا أمان
لا أعلم هل هي الاقدار ساقتني لكي اتكئ على ذراعي ذلك الوهم المغرور
أم انها الحياة التي انحرفت الى شارع المجامل المقهور؟؟
ولكنني أودع حياته الفوضوية
إلى مدينة السعادة الحقيقة
على رحلة الأحلام الوردية
متجهةً إلى مدينة الحب والوفاء
مدينة لا يسكنها إلا اصحاب القلوب العاشقة
وتخلو من العبث بمن لهم تلك القلوب
سأتوقف هنا لأنني إذا أكملت فلن أتوقف على أمل أن أراكم على شاشة الصراحة يوم أن أنكوي بجرح آخر في مدينة أخرى بقلب آخر
آسفه على الإطالة